أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA تصريحا طارئا باستخدام الدواء المطور بصفة أساسية لعلاج الإيبولا "ريميديسفير" لعلاج بعض حالات كورونا المستجد.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" يعني هذا التصريح إمكانية استخدام هذا الدواء المضاد للفيروسات مع المصابين بحالات خطيرة من كوفيد-19 ويخضعون للعلاج في المستشفيات.
وأظهرت تجربة سريرية حديثة أن "ريميديسفير" ساعد في تقصير فترة تعافي الأشخاص الذين عانوا من أعراض شديدة جراء الإصابة بكورونا المستجد لكنه في الوقت ذاته لم يحسن بصورة ملحوظة من معدلات نجاتهم وعدم الوفاة.
وفي وقت سابق، حذر خبراء من أن هذا الدواء الذي طور خصيصا لعلاج الإيبولا، وتصنعه شركة الأدوية الأمريكية Gilead، لا ينبغي أن يكون "الرصاصة السحرية" لعلاج كورونا المستجد على الرغم من قدرته على التداخل مع جينوم الفيروس وتعطيل قدرته على التكاثر.
وأوضحوا أنه على الرغم من قدرته على المساعدة في علاج كورونا المستجد وتقليل حاجة المصابين إلى العلاج في وحدات العناية المركزة، فإن التجارب السريرية لم تتوصل حتى الآن إلى أي مؤشر على أنه سيتمكن من تقليل وفيات كورونا.
وخلال اجتماع مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال دانيال أوداي، الرئيس التنفيذي لشركة Gilead، إن موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "خطوة أولى مهمة". وأضاف أن الشركة ستتبرع بـ1.5 مليون زجاجة من الدواء؛ ما يعادل 140 ألف كورس علاج.
وقال مفوض إدارة الغذاء والدواء، ستيفن هان، الذي حضر الاجتماع أيضا: "إنه أول دواء مصادق عليه لعلاج كوفيد-19، لذلك نحن فخورون جدا كوننا جزءا منه".
وخلال التجربة السريرية على دواء "ريميديسفير"، التي لم يتم إصدار نتائجها الكاملة بعد، وجد المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية "NIAID" أن الدواء يقلل فترة أعراض كوفيد-19 من 15 إلى 11 يوما.
وتضمنت التجربة 1063 مريضا من مستشفيات حول العالم تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والصين وكوريا الجنوبية.
وفيما يتعلق بـ"ريميديسفير"، قالت الشركة المصنعة إن الدواء لا يعالج الإيبولا تماما، وإنه دواء تجريبي لم يتم إثبات سلامته وفاعليته لعلاج أي حالة مرضية بصورة نهائية"، محذرة من آثار جانبية خطيرة محتملة للدواء.
ونظرا لعدم اليقين الذي لا يزال يخيم على نظام العلاج بـ"ريميديسفير"، توصي الشركة بتناول جرعات الدواء لمدة 10 أيام بالنسبة للمرضى على أجهزة التنفس الصناعي و5 أيام للمرضى الآخرين.
ولا يمتد نطاق اختصاص إدارة الغذاء والدواء إلى الخارج، لذا فإن التصريح باستخدام هذا الدواء ينطبق فقط على الولايات المتحدة. فضلا عن المصادقة الطارئة التي تصدر عن إدارة الغذاء والدواء (FDA) تختلف عن مثل المصادقة الرسمية التي تتطلب مستوى أعلى من المراجعة والتدقيق.
وتستهلك الشركة حاليا من مخزون الدواء المتوافر لديها بالفعل، والتي تقول إنه محدود، لكنها تعمل على توسيع نطاق الإنتاج مع شركاء عالميين. وستنسق الحكومة الأمريكية عملية توزيع ريميديسفير على المستشفيات في المدن الأمريكية الأكثر تأثرا بـ"كوفيد-19".
وتهدف الشركة إلى إنتاج 500 ألف كورس علاج من الدواء بحلول أكتوبر المقبل، ومليون كورس علاج بحلول ديسمبر 2020 والملايين الأخرى بحلول 2021 إذا تطلب الأمر.
ويقدر معهد المراجعة السريرية والاقتصادية، هيئة أمريكية تدرس أسعار الأدوية، تكلفة كورس علاج من ريميديسفير لمدة 10 أيام بـ10 دولارات.