أثار حادث إنقاذ أب مصري لابنته من عجلات القطار، أو كما يطلق عليه إعلاميًا "سوبر بابا"، جدلاً واسعًا على السوشيال ميديا، فقد وصل تداعيات الأمر لتسيطر على اهتمام الصحف والمواقع الأجنبية، فبين الإشادة به ووصفه بالبطل وبين نقده واعتباره أبًا مهملاً كان من الممكن أن يفقد حياته وحياة ابنته بتهوره، وفق قول البعض، ويبقى الأمر في إطار "البطولة الأسطورية" في نظر الأغلب.
من جانبها، أشادت صحيفة "ذا صن" البريطانية، بالحادثة، واصفة الأب بـ"البطل الأسطوري"، موضحة أنه كاد أن يفقد حياته في سبيل إنقاذ ابنته من موت محقق.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن الأب لم يتردد ثانية واحدة في رمي جسده فوق جسد ابنته، التي أصيبت بالذعر ووقعت تحت عجلات القطار، بمدينة الإسماعيلية.
ونقلت الصحيفة، قول مصور فيديو الإنقاذ، وأحد شهود العيان، يدعي أحمد عاكف: "لقد كان مشهدًا فظيعًا ترك الجميع يقفون على منصة المحطة مذهولين".
وأضاف شاهد العيان، على إبراهيم: "لقد كانت الفتاة تمشي على قضبان السكة الحديدية، وفجأة دوت صفارات إنذار قطار البضائع ما أربكها وسقطت على الأرض شبه فاقدة للوعي".
وفي ذات اللحظة، بحسب شاهد العيان، قرر الأب التضحية بنفسه لإنقاذها، وقفز غير آبه بالصرخات التي تطالبه بالعودة بسبب اقتراب القطار.
واستطرد إبراهيم: "لقد أخذنا ندعو الله من أجل إنقاذهما في الوقت الذي كاد الخوف أن يوقف قلوبنا".
بينما أشارت صحيفة "جلف نيوز" في نسختها الإنجليزية، إلى تباين الآراء حول الحادث، موضحة أنه في حين امتدح العديد وأشادوا بتصرف الأب على دوره البطولي، وصفه أحد مسئولي السكك الحديدية بـ"المهمل" .
وقد علق أشرف عبد الحميد، أحد مشرفي المحطة، والمسئول السابق ذكره، على الواقعة، في تصريحات تليفزيونية: "والد الفتاة لم يكترث باستخدام نفق المشاة لعبور الجانب الآخر من المحطة".
وتابع: "بدلاً من ذلك، عبر الأب وابنته على القضبان في وقت مرور قطار البضائع"، مضيفًا: "أنتم تصفونه بسوبر بابا بالرغم من أنه في حقيقة الأمر أب مهمل".
وعقب تداول الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفه بـ"سوبر بابا"، وأشاد الكثيرون به، ذكر موقع "آرب نيوز" في نسخته الإنجليزية، أنه رغم الدور البطولي الذي رسم للأب، إلا أن الظهور في الإعلام أو التحدث عن الواقعة.
وكان قد تداول رواد مواقع التواصل صورة للأب البطل، حيث يعتقد أنه حجاج إبراهيم، أحد سكان أبو حجاج في محافظة الشرقية، ويبلغ من العمر 55 عامًا، بينما ابنته تبلغ تقريبًا 13 عامًا.
وفي سياق متصل، كشفت وزارة النقل، مساء الثلاثاء، ملابسات الفيديو الذي انتشر مؤخرًا والذي أظهر أبًا يحتضن ابنته بين رصيف سكة حديد وأحد قطارات البضائع بمحطة الإسماعيلية.
وأعلنت في بيان له أنه بعد مراجعة وتفريغ الكاميرات الخاصة بمحطة الإسماعيلية للسكك الحديدية للوقوف على ملابسات الواقعة، تبين أن الأب كان يستقل قطار الركاب رقم 286 القادم من بورسعيد إلى الإسماعيلية، والذي توقف بمحطة الإسماعيلية بالرصيف رقم 1.
كما ذكر البيان أنه بدلاً من أن ينزل الأب من باب القطار المخصص لنزول الركاب على الرصيف 1 للوصول إلى الرصيف رقم 2 عبر النفق الموجود بين الرصيفين، قام بالخروج من الباب المخالف للقطار 286 ليعبر بين فواصل عربات أحد قطارات البضائع المخزنة على الرصيف رقم 2، مخالفًا بذلك تعليمات السلامة والأمان الخاصة بركوب قطارات السكة الحديد، ما يرتب عليه غرامة مالية.
وأضاف عند عبور المواطن بين فواصل عربات قطار البضائع، وقعت ابنته بين الرصيف وقطار البضائع، فقام الأب بالنزول لمساعدتها للصعود إلى الرصيف، وتصادف تحرك قطار البضائع في ذلك الوقت.