بعد حدوث أكثر من واقعة انتحار خلال الأيام القليلة الماضية آخرها طالب هندسة حلوان الذي انتحر من أعلى برج القاهرة وانتحار شاب تحت عجلات مترو الخط الثالث، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا? [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" متفق عليه .
وأضافت دار الإفتاء، في فتواها: "المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 441): [(وغسله) أي الميت (وتكفينه والصلاة عليه) وحمله (ودفنه فروض كفاية) إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه] اهـ .
ونشرت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قول الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، كما نشرت الدار حديث عمر بن الخطاب عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- "قال: قُدِم رسول الله ? بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذْ وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله ?: أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟، قلنا: لا والله، فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها (متفق عليه).