روت الكاتبة نوال السعداوي واقعة بين الحقيقة والخيال، وأن جدتها أخبرتها في طفولتها، حينما كانت في سن العاشرة قامت بقتل جدها بالفأس.
وأضافت السعداوي في مقال لها نشرته المصري اليوم :" في واقعة فى العاشرة من عمرى، رأيت جدتى ذات صباح جالسة على عتبة دارها فى القرية، عيناها متسعتان تكسوهما دمعة تروح وتجىء فيما يشبه الرجفة".
وتقول السعدواي حينما رايتها على هذه الحال: سألتها: «بابا مات؟». تصورت أن الكارثة الوحيدة التى ترجفها، هى موت أبى، ابنها الوحيد، لكنها اعترفت لى بالسر الرهيب: " أنا قتلت جدك أبو أبوكى، يا بنت ابنى، العمدة العمدة جاى يقبض عليا، اوعى تقولى لأبوكى أو أمك..".
وتابعت: قتلتيه؟ إزاى؟ ليه؟ إمتى؟ ده جدى مات قبل ما اتولد يا جدتى؟ لتحكى لى الحكاية وهى غائبة فى شرودها :" كان راجل ندل زى أبوه، يمشى مع النسوان، ويكذب ويسرق وينافق ربنا ويصلى ويصوم ويحج كل سنة وربنا يمسح ذنوبه، كرهته وقلت يا ربنا تاخده، لكن ربنا أخد أحسن الرجال، وعاش جدك زى الهم عالقلب، ما يقعد على المتاود يا بنت ابنى إلا شر البقر".
واستطردت السعداوي في حكايتها بين الحقيقة والخيال على لسان جدتها:" فكرت أرمى نفسى فى النيل وأستريح منه، لكن قلت لنفسى، تموتى ليه يا أم مخ عوج، هو اللى يستاهل الموت، مسكت الفاس وضربته ضربة واحدة على راسه، طب ساكت وراح فيها، بعد ما دفنوه سخنت صفيحة ميه وغسلت شَعرى ولبست جلابيتى الجديدة وزغردت".
وأضافت السعداوي : لم أنم ليلتها بجوار جدتى، خفت أن تضربنى بالفأس على رأسى من شدة خوفى.. حكيت لأمى وأبى، ضحكت أمى وقالت إن جدتى صاحبة خيال واسع، وأنها رغم جسارتها وقوتها، إلا أنها إنسانة شديدة الرقة ولا تقتل بعوضة.
وأوضحت أنني لم أفهم جدتى، إلا بعد تعمقى فى دراسة الطب النفسى، ومعاشرة النساء القاتلات فى سجن النساء، حيث تقتضى القدرة على القتل، القدرة على الحنان والرقة، فى أحيان كثيرة.
واختتمت حديثها قائلة : فى طفولتى، حينما كان أبى وأمى يرفضان خروجى لكى ألعب مع أولاد الجيران، كنت أحلم بموتهما، وأحيانا من شدة الكره والحب، أخنقهما فى النوم بحبل الغسيل.. أما حبى الوحيد الرجل الذى لم أتزوجه، فكان مثل جدى، يتعرض للقتل وأنا نائمة، كل ليلة.