منتقبة تفاجيء أسرة قبطية بتغسيل متوفاة بكورونا

في واقعة تكشف التلاحم والنسيج الوطني ساهمت إحدى سيدات مبادرة "تكريم ضحايا كورونا"، بالأقصر في تغسيل سيدة متوفاة مسيحية، كانت أسرتها تبحث عن مغسلة، فبادرت تلك المنتقبة بإجراء عملية الغسل دون تفكير، خالصة لوجه الله.

وقال علي عبود القرعاني- مدشن المبادرة الهادفة لتكريم ضحايا كورونا بالأقصر- إنه تلقى اتصالا تليفونيا مساء أمس الأول الخميس قبل أذان العشاء، من قائد الفريق النسائي بالمبادرة "أم إسلام" تبلغه بوجود سيدة مسيحية متوفاة بـ"كورونا"، تحتاج للتغسيل ولا يوجد أحد من السيدات لتغسيلها.

ونقل عن السيدة المنتقبة أن أسرة القبطية منذ ساعات تبحث عن سيدة بقرية العديسات بمدينة الطود لتغسيلها.

وبحسب ما ذكرته الوطن عن القرعاني، أنه استفسر منها عن إمكانية تطوعها بذاتها بالقيام لتغسيل تلك المتوفاة، طالما لم يتوفر أحد من المسيحيات لتغسيلها، معللًا استفساره بأن القيام بذلك ليس معيوب أو فيه شيء محرم.

وتابع قائلا : إن أم إسلام وافقت على القيام بالأمر مباشرة، فور اعتذار الفريق المسيحي المنضم لهم بنفس المبادرة، بسبب ظروف طارئة، وتوجهت بالفعل للمستشفى المتواجد به جثمان السيدة المتوفاة، متخذة جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية لها، المتبعة أثناء عملية التغسيل.

وأشار إلى أنه بعد دخول أم إسلام وفريقها المستشفى وجدن أهل المتوفاة في حالة ذهول بعد أن وجدوها ترتدي نقابا هي وباقي فريقها.

 وبعد إلقاء السلام عليهم بدأت في عملية التغسيل وبعد الانتهاء من الغسل سألت ابن المتوفاة: "هل معكم كفن ولا نكفنها بالكفن اللي معنا"، فقال لها الإبن: "معنا كفن ياريت تكفنيها بكفنا"، وفعلا قامت بتكفينها بكفنهم الخاص، وبعد الانتهاء قدم الإبن الشكر لها ولفريق المبادرة فوجد الرد: "ده واجب علينا وكلنا أخوة في وطن واحد".