سلطت صحيفة نورد فيست تسايتونج، الألمانية، الضوء، على الجدل الذي أثير بسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطة الولايات المتدة للسلام في الشرق الأوسط، والتي تعرف اعلاميًا بـ"صفقة القرن"، كاشفة عن بند في الصفقة قد يقلب الطاولة على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو .
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، أن أحد بنود صفقة القرن، والذي لم ينتبه اليه الكثيرون، يفيد بأن اليهود العرب أنفسهم مضطرين إلى مغادرة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم وفقا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط التي تنص في أحد بنودها على دخول تلك المناطق في دولة فلسطينية مستقبلية، وذلك حال وافق الطرفان على ذلك .
ومن هنا، أكد التقرير أن هذا البند سوف يقلب الطاولة على الرئيس المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، حيث سيؤثر عليه في الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى أن غضب اليهود العرب سينعكس على الاقتراح في صناديق الاقتراع، لأن حوالي 20% من سكان إسرائيل هم من العرب.
ولفت التقرير إلى أنه كلما زاد عدد الأصوات الانتخابية لسكان إسرائيل من العرب، قل احتمال فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بفترة ولاية أخرى، مضيفة أن ما سيساهم في ذلك أيضًا هو أن مواطني إسرائيل العرب يشعرون بالفعل بالتمييز في العديد من المناطق وهم أقل ثراءً من مواطني اليهود.
وأضافت الصحيفة الألمانية أنه بجانب ذلك، لدى العديد اليهود أقارب في الضفة الغربية أو قطاع غزة ويعرفون أنفسهم بأنهم فلسطينيون، ولكن في الوقت نفسه، فهم مترسخون بقوة في المناطق التي تشكل جزءًا من إسرائيل وغالبًا ما يتم دمجهم جيدًا في المجتمع.
وتابعت ينطبق هذا أيضًا على أكثر من 250 ألف من سكان المنطقة المحددة في خطة ترامب، والتي تعرف أيضًا باسم "المثلث العربي" ومعظم السكان يشككون في هذا البند من صفقة القرن.
وذكرت الصحيفة أنه في السنوات السابقة، كان لليهود العرب دور كبير في نتائج الانتخابات، ولم يصوت الكثير منهم؛ لأنهم كانوا يشعرون بخيبة أمل بسبب النزاعات الداخلية.
وفي السياق، علق الناشط الحقوقي حسن جبارين، ورئيس منظمة حقوق الإنسان "عدالة" على هذا الأمر، قائًلا ستعمل خطة ترامب على حشد الناخبين العرب ضد نتنياهو، مضيفًا أن عددًا كبيرًا من المنتخبين سوف يضعون في اعتبارهم الوضع العنصري الذي عانوا منه كثيرا في ظل ولاية بنيامين نتنياهو.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر حسابه على تويتر، في أواخر يناير المنصرم، عن موعد صفقة القرن، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة الإسرائيلية، بني غانتس.
في المقابل، حث الفلسطينيون القوى العالمية على رفض خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام، التي رفض الرئيس محمود عباس مناقشتها مع نظيره الأمريكي بالرغم من عدة اتصالات.
وقد رفض القادة الفلسطينيون، الذين لم يدعوا إلى البيت الأبيض، المبادرة الأمريكية، ويصرون على أن إدارة ترامب فقدت دورها بوصفها وسيطا نزيها في حل الصراع بسبب انحياز الرئيس الأمريكي، بحسب ما يقولونه، إلى إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن ترامب ونتنياهو يستخدمان الخطة لصرف الانتباه عن مشاكلهما الداخلية.
وتأتي خطة ترامب، ومهندسها الرئيسي هو صهره جاريد كوشنر، عقب سلسلة طويلة من المساعي لتسوية إحدى أشد المشكلات استعصاء على الحل في العالم.
كانت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد انهارت في عام 2014. وتدعم الأمم المتحدة ومعظم الدول في أنحاء العالم مخططا لحل يقوم على وجود دولتين باعتبار ذلك أساسا لكل خطة سلام منذ عقود.
وكان ترامب يأمل في الكشف عن خطته في العام الماضي غير أنه اضطر إلى التأجيل بعدما أخفق نتنياهو مرتين في تشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات غير حاسمة.