أحمد سالم
ذكرى مقدسة عند المسلمين، ترتبط بيوم الثاني عشر من ربيع الأول، والذي ولد فيه المصطفى صلي الله عليه وسلم، محمد بن عبدالله، ومنذ ولادته إلى يومنا هذا يحتفل المسلمون بهذا الصرح العظيم ويتخذونه عيدًا لهم.
وفي السياق ذاته، نرصد في هذا التقرير بداية الاحتفال بالمولد النبوي على مر العصور.
فإن الاحتفالات اختلفت عبر العصور والأزمنة ومن مكان لآخر، فأول من احتفل بميلاد المصطفي في مصر هم الفاطميون، كما احتفلوا أيضًا بغيره من الموالد مثل ومولد الإمام علي ومولد السيدة فاطمة الزهراء ومولد الإمام الفاطمي.
الدولة الفاطمية
كان الفاطميون يصنعون الحلوى في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويقومون بتوزيعها، كما كانوا يتصدقون على الفقراء، وكانوا يقيمون احتفالا رسميًا يتمثل في موكب قاضى القضاة حيث تُحمل صوانى الحلوى، ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم يُدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم.
الدولة الأيوبية
كان الملك مظفر الدين كوكبوري أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منتظم في عهد السلطان صلاح الدين، حيث كان يحتفل به كل عام وكان ينفق الأموال الطائلة في سبيل الله والتي قد تصل إلى ثلاثمائة ألف دينار، وكان يأتيه الكثيرون من البلدان والأماكن القريبة المجاورة.
الدولة العثمانية
احتفل سلاطين الخلافة بجميع الأعياد والمواسم الدينية المعروفة ومنها المولد النبوي، حيث كانوا يحتفلون به في أحد الجوامع الكبيرة التي يختارها السلطان وكانوا يحضرون إلى الجامع عظماء الدولة وأشرافهم بأزيائهم الرسمية مرتديين الأوسمة ويظلون في انتظار السلطان إلى أن يأتي، ومن ثم يحضر السلطان راكبًا جواده وسط موكب عظيم، بين صفين من الجيش العثماني، وخلفهم جمع من الناس، ثم يبدأون بالدخول إلى ساحة المسجد ويتلون القرآن الكريم.
العصر الحاضر
وظل المسلمون يحتفلون بالمولد النبوي الشريف من الفاطمية ومرورًا بالأيوبية والعثمانية إلى عصرنا الحاضر، حيث يحتفل به المسلمون في مصر، عن طريق شراء الحلوى والتصدق والاهتمام بموائد الطعام في المنازل، أما في بعض المدن والقرى فيقيمون حفلات من الذكر والأناشيد والمدائح النبوية، والتي تحظى بقبول أعداد كثيرة من الأشخاص، عصرًا على ذكر الله وكثرة الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم، في حين يحصل العاملين بالقطاعات والشئون الحكومية والخاصة، على أجازة رسمية في يوم المولد، احتفالًا بهذا اليوم المقدس.