أعاد نشطاء ومدونون نتيجة الحديث عن الوقاية من فيروس كورونا وأمور النظافة عامة سيرة "القديسة فيرينا" التي صنع لها تمثال فاصل بين ألمانيا وسويسرا على ضفاف نهر الراين.
والقديسة فيرينا هى فتاة صعيدية من قرية جراجوس مركز قوص بقنا عاشت فى القرن الثالث الميلادى وكانت ضمن الكتيبة الطبية التى قادها موريس ابن عمها.
نشأت القديسة فيرينا فى أسرة قبطية بالقرب من طيبة - الأقصر- ، وفيرينا يعنى: "ثمرة طيبة".
وبحسب ما تم تداوله فإنه في عصر دقلديانوس جندت الإمبراطورية الرومانية فرقتين من منطقة طيبة للمساهمة فى حماية حدود الإمبراطورية نظرا لما عرف عنهم من ولاء وشجاعة، حيث كان من ضمنهم الكتيبة الطيبية المكونة من 6600 جندى والتى ذاع صيتها حيث كان على رأسها القائد والقديس موريس فهو رجل شجاع تقى من مدينة طيبة.
وقد أصدر دقلديانوس أوامره بترحيل فرقة القديس موريس إلى غرب أوروبا لمساعدة زميله الإمبراطور مكسيميان لإخماد ثورة شعبية بجنوب شرق فرنسا.
وكانت تصحب الكتيبة الطبية بعض العذارى من القبطيات الذين كانوا يعددن الطعام ويقمن برعاية الجرحى وغير ذلك من الأعمال وكانت من بينهن القديسة فيرينا.
وبعد الوصول إلى أوروبا، حيث كانت مجتمعا وثنيا، قدّم الإمبراطور مكسيميان الكتيبة الطبية إلى مذبح الأوثان لكى يبخرن الأصنام، حيث تسمّر القديس موريس فى مكانه فظنه الإمبراطور لم يفهم فطلب من معاونيه أن يشرحوا له.
وفي تفاصيل الواقعة: فإن موريس أوضح لهم أنه وجنوده مسيحيون وأنهم لن يبخروا لآلهتهم الوثنية، فأمر الإمبراطور أن ينحو القديس موريس جانبا ويأمر وبقية الكتيبة بالتبخير للأوثان ولكن لم يقبل أحد منهم التبخير للأوثان، حيث أمر بقتلهم جميعا.
وبعد استشهاد الكتيبة لم ترجع "فيرينا" إلى مصر ولكنها ذهبت إلى سولوتورن بسويسرا، حيث اتجهت نحو جبال الألب السويسرية واعتكفت فى كهف ضيق بشمال سويسرا، مع مجموعة من العذارى اللائى قدمن معها من مصر.
وكانت فيرينا تجيد حياكة الملابس وتطريزها فساعدتها امرأة عجوز كانت تسكن بجوار كهفها على بيع عمل يديها وشراء الطعام ولوازم الحياة لها ولكل العذارى معها.
وبدأ الأهالى يتعرفون عليها تدريجيا وبدأت فيرينا تتعلم لغتهم حتى أجادتها بطلاقة.
كما كانت تقوم بخدمة سكان المنطقة من خلال معرفتها بالتمريض ودرايتها بفوائد بعض الأعشاب واستخدامها كعقاقير لأمراض كثيرة.
وعلمتهم أيضا النظافة الجسدية بالاغتسال بالماء مصحوبة بصلاة حارة من أجل شفاء جميع الأمراض.
ذاع صيتها وتوافد عليها بعض القريبين من الكهف الذى تعيش فيه ومن خلال صلواتها وإيمانها حدثت عجائب كثيرة على يديها وشفى مرضى كثيرون مرضى.
وقد علم أحد الحكام بعمل وإيمان فيرينا وتأثيرها على من حولها فغضب جدا، فاستدعاها وتوعدها ثم أودعها السجن عدة أيام.
وفى ليلة أصاب الحاكم الرومانى حمى شديدة حتى قارب الموت، فأرسل الى القديسة فيرينا راجيا إياها الحضور، حيث حضرت القديسة فيرينا إلى الحاكم وصلت، فخرجت الحمى من جسده، وخرجت فيرينا من السجن ورجعت إلى مكانها فى الكهف مع زميلاتها يشتركن فى العبادة.
وقد توفيت القديسة فيرينا في أوائل سبتمبر سنة 344م ، عن عمر يناهز 64 عاما.
ويعد هذا اليوم عطلة رسمية تحتفل فيه المؤسسات الرسمية وأفراد الشعب السويسرى بإقامة المعارض والحفلات الموسيقية وزيارة الأماكن التاريخية التى ترتبط بالقديسة المصرية.
كما بني فوق جسدها كنيسة في مدينة تمبورتاخ بسويسرا، وعند منتصف الجسر المقام على نهر الراين بين سويسرا وألمانيا يوجد لها تمثال وهى تحمل جرة بها ماء، ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا وحدها 70 كنيسة وفى ألمانيا 30 كنيسة.