الأربعاء 18 ديسمبر 2024
توقيت مصر 22:17 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

فتح مكة.. القبض على كاتب الوحي بعد ردته "لن تتخيل نهايته"

فتح مكة.. القبض على كاتب الوحي بعد ردته "لن تتخيل نهايته"

تحل اليوم  20 رمضان ذكرى فتح مكة، وهو الفتح الذي أعزّ الله به رسوله، ودخل بيته الحرام منتصرا، وبه خضعت العرب كافة لسقوط قريش، وتحولت مكة إلى أرض خالصة للمسلمين.

ولما استقر الفتح أمّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس كلهم إلا تسعة نفر، فإنه أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، وهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعكرمة بن أبي جهل، وعبد العزى بن خطل، وغيرهم.

وتعود قصة ردة عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن الإسلام أنه كان قد أسلم وهاجر.

 وكان ابن أبي سرح يكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتد ولحق بمكة.

 فلما كان يوم الفتح أتى به عثمان بن عفان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليبايعه فأمسك عنه طويلا، ثم بايعه وقال: "إنما أمسكت عنه ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه".

فقال له رجل: هلا أشرت إليّ يا رسول الله؟ فقال: "ما ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين"- أي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخالف ظاهره باطنه، ولا سره علانيته، وإذا نفذ حكم الله وأمره لم يتخذ اللغة الخفية ، بل صرّح به، وأعلنه، وأظهره- .

وبالرغم أن ابن أبي سرح كان قد تغلّظ كفره بردته بعد إيمانه وهجرته وكتابة الوحي ثم ارتد ولحق بالمشركين يطعن على الإسلام ويعيبه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد قتله، فلما جاء به عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة لم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتله حياء من عثمان، ولم يبايعه ليقوم إليه بعض أصحابه فيقتله، فهابوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقدموا على قتله بغير إذنه.

 واستحيى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عثمان، وساعد القدر السابق لما يريد الله سبحانه بعبد الله بن أبي سرح مما ظهر منه بعد ذلك من الفتوح، فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم.

وشاء القدر أن يحسن إسلام ابن أبي سرح مجددا، وصار هو لواء البحرية العسكرية في تاريخ الإسلام، وقاد المعركة الشهيرة المعروفة بـ " ذات الصواري".

وقد وقع له حسن الخاتمة، حيث لم يتكرر مع أحد غيره، فقد كان دائم الدعاء:" اللهم اجعل آخر حياتي صلاة الفجر"، فصلى ذات مرة صلاة الصبح فسلم التسليمة الأولى مع الإمام، وذهب ليسلّم الثانية فمات بين التسليمتين.