قال سعد الدين إبراهيم قد أستاذ علم الاجتماع السياسي إن ظاهرة فيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي قد كشفت عن أبعاد غير مسبوقة فى التاريخ عمومًا، وفى تاريخ مواجهة الأمراض خصوصًا.
وأضاف سعد الدين إبراهيم في مقال له بالمصري اليوم أنه مصداقًا لأحد أقوالنا المأثورة "رُب ضارة نافعة" فإنه خلال الشهور الثلاثة الأولى من الاحتياطات والتغيرات التى أخذ بها معظم البشر حول العالم، بدأت بعض الكائنات الحية الأخرى من نبات وحيوان، التى قد اختفت أو أوشكت على الانقراض، تعود من جديد.
وأوضح أن ذلك جاء ضمن النتائج السريعة للتباعد الاجتماعى، وتقليص حركة السفر والتنقل والمواصلات بين الدول، وبين المدن، بين وداخل كل مدينة.
وتابع: إن درجة حرارة الأرض قد انخفضت، وتناقصت نسبة تلوث الهواء، وهو ما رحّب به علماء البيئة الذين ظلوا يُحذرون العالم طوال العقدين الأخيرين من ظاهرة الاحتباس الحرارى، وتأثيراتها السلبية كونياً. ولكنها كانت تحذيرات لم تلق الاستجابات المطلوبة.
كما أشار إبراهيم إلى أن إحدى الوسائل الناجحة لمواجهة الفاجعة، هى التباعد الاجتماعى بين الناس، حتى من أقرب الأقرباء، حيث اتضح أن جرثومة الكورونا الخبيثة تنتقل بالعدوى بين كل الكائنات الحية، عن طريق اللمس أو الاستنشاق، فظهرت الكمامات الطبية، التى توضع على الفم، وأغطية اليد الطبية.
واستطرد في حديثه: أهم من هذا وذاك النصح بتقليص الاختلاط أو التعامل عن قرب، وسمع الناس لأول مرة عن مفهوم سوسيولوجى متواتر، وهو المسافة الاجتماعية، وهى عدم الاقتراب الشديد من البشر.
وأضاف سعد الدين إبراهيم أنه لا يعلم إلا الله مضاعفات احترام المسافة الاجتماعية على الأسرة، والأصدقاء، والجيران، وزُملاء الدراسة أو العمل، وهو ربما ما سيوفر مادة غزيرة للدراسات النفسية والاجتماعية، فضلاً عن الأعمال الدرامية والإبداعية.