اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات خلال فترة رئاسته والتي استمرت عاما عدة قرارات تاريخية خطيرة هزت مصر والعالم ، كان منها قراره إقصاء خصومه من رجال عبدالناصر.
ففي 15 مايو 1971 والذين وصفهم بمراكز القوى وسمى هذا الإقصاء بثورة التصحيح ثم قراره بحرب أكتوبر ثم معاهدة السلام وزيارة القدس ، والذي ألب عليه الرأى العام المصرى والعربى المناهض للتطبيع مع إسرائيل في حينها.
وعن خلفية ثورة التصحيح فإن الرئيس عبدالناصر حين اختار السادات نائبا له أثار هذا باقي رجال عبدالناصر إلى أن تولى السادات الرئاسة خلفا لعبدالناصر مما جعل رجال ناصر في حالة ترقب.
وفي إحدى ليالي مايو 1971وبعد خلافات عديدة، أقال السادات وزير الداخلية شعراوى جمعة، وبعدها بساعات جاء رد رجال عبدالناصرعلى قراره، بتقديم استقالات جماعية بهدف إحداث فراغ دستورى.
كما بثت الإذاعة خبرا عن استقالة 5 وزراء من منصبهم، على رأسهم وزير الحربية محمد فوزي، ووزير الداخلية شعراوي جمعة ووزير الإعلام محمد فائق.
وبعد أقل من 48 ساعة، وفي خطاب للسادات أعلن عن اعتقال مراكز القوى، وتشكيل أول وزارة تخلو من رجال عبدالناصر منذ ثورة يوليو 1952.
وسرد السادات خلال خطابه تفاصيل ما حدث معه ومحاولة إحداث فراغ سياسي، وأعلن تفاصيل التجسس عليه.
وقد كان أول فصول هذه القصة في مساء الثلاثاء 11 مايو 1971، عندما حضر أحد ضبّاط إدارة الرقابة بوزارة الداخليّة، إلى منزل السادات، وطلب مقابلته، وقدّم له عدّة تسجيلات بين اثنين من مراكز القوى من نظام «عبدالناصر» يخطّطان خلاله للانقلاب عليه.
وبعد 4 أيام، قام السادات بما عرف بثورة التصحيح، حيث قام باعتقال وإزاحة مراكز القوى الناصريّة عن الساحة، وعلى رأسهم، نائب رئيس الجمهورية على صبري، ووزير الدفاع محمد فوزي، ووزير الداخلية شعراوي جمعة، ووزير الإعلام محمد فائق، ورئيس البرلمان محمد لبيب شقير، وسكرتيررئيس الجمهورية سامي شرف.
وأضاف السادات قائلا: «لن أفرط في الأمانة، لن أسمح بقيام مراكز قوى أبدًا سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي وسأشرف بنفسي ولجنة قضائية في مكتبي، ومستشارين من وزارة العدل، للإشراف على كل صغيرة وكبيرة.
كما انعقدت محكمة استثنائية لمحاكمة أعضاء مراكز القوى بتهمة محاولة قلب نظام الحكم وصدر حكما بالإعدام ضد بعضهم، لكن السادات خفف الحكم إلى السجن لمدد متفاوتة، وقضى بعضهم المدة كاملة في السجن، وأفرج عن آخرين لأسباب صحية.
وقد صدر قرار رئيس الجمهوريّة، رقم 119 في 1978،بإنشاء مدينة على بعد 35 كيلومترًا من القاهرة، جنوب شرق حلوان، سُميت مدينة 15 مايو تيمنا بثورة التصحيح.
كما وصل كوبري يحمل نفس الاسم بين ميدان سفنكس، عابرا فرعي النيل عند الزمالك وأبوالعلا، بطول 4.5 كيلومترًا، حتّى يستقرّ في بولاق لذات الغرض.
يذكر أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات ولد في 25 ديسمبر سنة 1918 بقرية ميت أبوالكوم بالمنوفية، والتحق بكتاب القرية ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ وحصل على الثانوية عام 1935.
كما التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1938 وتم تعيينه في منقباد.
وفى 1941 اعتقل لأول مرة بسبب لقاءاته بعزيز باشا المصرى، فلما طلب منه الجيش قطع صلته بعزيز المصرى لميوله المحورية لم يستجب وأودع سجن الأجانب في فبراير عام 1942وخرج، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف اتصالاته ببعض الضباط الألمان فاكتشف الإنجليز الأمر واعتقل ثانية في 1943.
وفى 1950 عاد إلى الجيش بمساعدة يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.
انضم فى 1951 للضباط الأحرار وتلاحقت الأحداث بسرعة من انتخابات نادى الضباط إلى مذبحة الإسماعيلية إلى اندلاع حريق القاهرة في يناير 1952 وفى 23 يوليو اندلعت الثورة.
وفى عام 1960 انتخب رئيسا لمجلس الأمة لدورتين حتى عام 1968، حيث اختاره الزعيم جمال عبدالناصر نائبا له فى عام 1969.