روى عوض السيد مدير مؤسسة الجنائز العالمية ومقرها في بروكلين بنيويورك، الكثير من التفاصيل المؤثرة والمبكية لجنازات المسلمين المتواجدين هناك، والذين توفوا بسبب فيروس كورونا المستجد.
وبحسب ما ذكره موقع الحرة عن عوض السيد من أصل سوداني فإنه يريد لموتى المسلمين أن يتم التعامل معهم وفقا للأصول الإسلامية، لذلك فهو لا يكتفي بنفي ورفض فكرة الحرق فقط، بل يقول إنه هنا ليعمل كل الذي يستطيع لأجل أن تتم عملية الدفن وفقا لأحكام الإسلام.
وكان مسلمون ويهود ومسيحيون قد أطلقوا حملة على شبكة الإنترنت بهدف جمع أكبر عدد من التوقيعات من نظرائهم الأمريكيين لمنع مبادرة حرق الجثث، وهي مسألة من الواضح أنها وجدت ترحيبا واسعا بين الأمريكيين.
أحد سكان نيوجرسييدعى أحمد أبو العز، والذي فقد زوجته بسبب هذا الوباء، قال إنه لا يتصور أن رفيقة دربة وأم أطفاله وشريكة عمره ستكون جثة محروقة بين آلاف الجثث الأخرى في المدينة كما لا يتصور أنها ستدفن من غير أن يكون لها قبر يزار.
كما أوضح أندرا بايلوس رئيسة مجلس الحوار اليهودي الإسلامي الأميركي أنها على يقين بأن ديانتها اليهودية والإسلام يملكان المرونة الكافية للتعامل مع هذا المتغير الكبير في حياة الأميركيين، وأن العارفين سيجدون الفتوى المناسبة لحل الإشكالية القائمة في نيويورك وبقية المدن الأميركية.
وتضيف: إن الحل يكمن في اللجوء إلى مقابر جماعية مؤقتة، يدفن فيها الموتى الآن على أن تحفظ أسماء جميع المدفونين فيها، ثم سيكون من حق كل عائلة أن تقرر لاحقا كيف يتم التعامل مع الجثة.
وفي تفاصيل نقل الجثث يقول عوض السيد إنه ومن خلال مؤسسته يحاول التوفيق بين الإجراءات التي تفرضها الحكومة المحلية في الوقت الحاضر، لذلك يعمل حاليا على إخضاع جثت المسلمين للتيمم بدلا من الغسل والنقل المباشر من المشفى إلى المقابر بالاتفاق مع العائلات.
وتابع قائلا: يكون هناك ترتيب مسبق يسمح لعدد محدود منهم بحضور مراسيم الدفن وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
يذكر أن عدد الوفياتفي مدينة نيويورك تجاوز التسعة آلاف حالة وفاة حتى الآن، وهو الرقم الذي يشكل ثلاثة أضعاف مما سجل من ضحايا في هجمات الحادي عشر سبتمبر عام 2001 وهو العدد الأكبر للوفيات في تاريخ المدينة.