الخميس 25 أبريل 2024
توقيت مصر 13:01 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«البنا».. بدأ حياته بطلا للمصارعة.. وأهداه عبد الناصر طبقا من فضة

«البنا».. بدأ حياته بطلا للمصارعة.. وأهداه عبد الناصر طبقا من فضة

أجواء رمضان مرتبطة بإذاعة القرآن الكريم التي كان ولا يزال من لوازمها ونفحاتها الإيمانية صوت القارئ الشيخ محمود علي البنا، تجويدا وترتيلا.

ولد الشيخ البنا بقرية «شبراقاص» بالمنوفية وبدأت فيها رحلته مع القرآن ، بعد أن وهبه أبواه للقرآن، فهو الولد الرابع الذي ظل علي قيد الحياة بعد ثلاثة أولاد ذكور توفوا قبله.

في حوار إذاعى نادر أجراه معه الإعلامي عمر بطيشة، في أواخر السبعينيات قال البنا: "كان ليا أخوات كتير بيموتوا قبل مني، لذلك دعا والدى الله وقال إذا ربنا خلالى ابنى محمود هاوهبه للقرآن".

وأضاف أن والديه حرصا على إرساله لكُتاب القرية قائلا: "اعتبرا تعليمى القرآن ندرًا لله".

وقد تقدم في سن 11 عامًا، إلى المعهد الدينى بشبين الكوم، الذي أعلن قبوله كل من يحفظ القرآن للالتحاق به، إلا أن مسئولى المعهد رفضوا طلبه بقولهم:  "مش هنقبل أقل من 12 سنة"، ليتوجه بعدها إلى معهد المنشاوى في مدينة طنطا، الذي لا يشترط سنًا للالتحاق، وتعلم هناك أحكام التلاوة وقواعد النحو والصرف.

بدأت شهرته في التلاوة، حيث كان يطلب منه الشيوخ قبل الدارسين خلال استراحات الدروس: " اقرأ يا ابنى".

وبحسب ما رواه في حواره الإذاعي كانت ميوله أدبية وكان دائما "بيسقط" في الرياضيات والهندسة والعلوم، وقد تزامن ذلك مع تعيينه قارئًا للقرآن بمسجد أحمد البدوي خلال الفترة من 1959 وحتى 1980.

 وعن ذكريات سفره للبلدان العربية في شهر رمضان، قال إن التليفزيون والإذاعة العراقية كانا يرسلان إليه «سيارة خاصة» لنقله من الفندق المقيم به في بغداد، ليقرأ القرآن قبل المغرب ثم يؤذن لصلاته، من داخل القصر الجمهورى.

حاصره المعحبون في  إحدى رحلاته في إندونيسيا ،  وأصروا على الاستماع إليه فلبى طلبهم وظل يقرأ 6 ساعات متواصلة.

كما اقترح بعد "نكسة يونيو" أن يسافر على رأس وفد من الأزهر للدول العربية والإسلامية، لجمع تبرعات وإعادة بناء ما دمره العدوان، إلا أن الدولة حينها رفضت طلبه.

ظل الشيخ البنا محافظًا على تلاوة القرآن في بيت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في كل ذكرى لوفاته، وحظى على تكريم الزعيم عبد الناصر نفسه، إذ سلمه عام 1967 هدية تذكارية عبارة عن طبق من الفضة يحمل توقيعه .

ومن عباراته المؤثرة: "لا ينبغى على القارئ أن يقرأ في مكان واحد، فرسالة مصر والأزهر نشر القرآن في مختلف دول العالم الإسلامي".

وقد ذكر عنه نجله أحمد أن والده كان منذ طفولته محبا للرياضة يمشي كثيرا ويجري أيضا في المساحات الواسعة.

وأضاف أنه عندما استقر بالقاهرة وتم تعيينه قارئا رسميا للقرآن الكريم بجمعية الشبان المسلمين، وجدها فرصة لممارسة رياضات المصارعة والملاكمة، إذ ظل محافظًا على لياقته فترة طويلة، حتي أصبح معروفًا بأنه لاعب ماهر.

وحكى قصة غريبة عن والده قائلا : "في إحدى المناسبات، كان يقرأ في مسجد، وشاهد اثنين من الإنجليز مخمورين يدخلون المسجد، فتوقف عن القراءة واتجه إليهما وقام بضربهما بقوة ثم أخرجهما من المسجد، وعاد مرة أخرى إلى منصة التلاوة ليستمر في القراءة وسط تشجيع الحضور له".

توفي الشيخ محمود علي البنا في 3 من ذي القعدة 1405 هـ ، 20 يوليو 1985م، ودفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص.