لقاح كورونا الروسي يرد على المشككين بنتائج مفاجئة

أظهر لقاح فيروس كورونا الذي طورته روسيا وقوبل بشكوك من جانب العديد من الدول والعلماء، نتائج واعدة في مراحله التجريبية المبكرة.

وخلال التجارب في المراحل المبكرة، أنتج اللقاح "أجسام مضادة" في جميع المشاركين الذين خضعوا للتجربة، دون "آثار ضارة خطيرة"، وفقًا للنتائج التي نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية الجمعة.

وأشادت موسكو بالنتائج باعتبارها ردًا على الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامة وفعالية ما يسمى بلقاح "سبوتنيك في"، الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي.

وأظهرت نتائج التجربتين - اللتين أجريتا هذا الصيف وشارك فيهما 76 مشاركًا - أن 100 في المائة منهم يطورون أجسامًا مضادة لـ (كوفيد – 19) دون أي آثار جانبية خطيرة.

رخصت روسيا اللقاح ثنائي اللقاح للاستخدام المنزلي في أغسطس قبل بدء تجربة واسعة النطاق، فيما عبر علماء من أنحاء العالم عن قلق بشأن الموافقة السريعة، وعدم تقديم روسيا أي نتائج تدعم مزاعمها بشأن فعالية اللقاح، وقالوا إنه انتهاك كبير للبروتوكول العلمي.

وقالت مجلة "لانسيت": "التجربتان اللتان استغرقتا 42 يومًا - بما في ذلك 38 بالغًا يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا - لم تجدا أي آثار سلبية خطيرة بين المشاركين، وأكدتا أن اللقاح يثير استجابة من الأجسام المضادة".

مع ذلك، أكدت أن "هناك حاجة إلى تجارب كبيرة وطويلة الأجل بما في ذلك مقارنة الدواء الوهمي، والمزيد من المراقبة لإثبات سلامة وفعالية اللقاح على المدى الطويل للوقاية من عدوى كوفيد - 19".

وأثار اللقاح استجابة في أحد مكونات الجهاز المناعي المعروف باسم الخلايا التائية. ويتم إعطاء اللقاح على جرعتين، تعتمد كل منهما على ناقل مختلف يسبب نزلات البرد - الفيروسات الغدية البشرية Ad5 وAd26.

لكن بعض الخبراء قالوا إن استخدام آلية التوصيل هذه قد يجعل اللقاح أقل فعالية، لأن العديد من الأشخاص قد تعرضوا بالفعل وطوروا مناعة ضد الفيروس الغدي.

في الولايات المتحدة والصين، يمتلك حوالي 40 في المائة من الأشخاص مستويات عالية من الأجسام المضادة من التعرض السابق لـ Ad5، وفقًا لوكالة "رويترز".

وقال دينيس لوجونوف، أحد مطوري اللقاح الروسي، إن اللقاح يستخدم جرعة قوية كافية من Ad5 للتغلب على أي مناعة سابقة دون المساس بالسلامة.

لكن بعض الخبراء الغربيين من استخدام "سبوتنيك في" - تكريمًا لأول قمر صناعي مداري للاتحاد السوفيتي في عام 1957 - حتى يتم الانتهاء من جميع الاختبارات والخطوات التنظيمية المقبولة دوليًا.

لكن مع نشر النتائج الآن في مجلة دولية خاضعة لمراجعة الأقران، وبعد إطلاق تجربة في مرحلة متأخرة قوامها 40 ألف شخص 
يقول خبراء دوليون إن أي لقاح يستخدم على نطاق واسع يجب أن يُختبر أولاً في تجارب متطورة تتضمن عشرات الآلاف من الأشخاص لإثبات أنه آمن وفعّال قبل التصريح به. 

وقال كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار الروسي الممول للقاح "سبوتنيك في"، إن 3000 شخص على الأقل تم تجنيدهم بالفعل لإجراء التجربة واسعة النطاق، مضيفًا أن النتائج الأولية متوقعة في أكتوبر أو نوفمبر.

وتعليقًا على النتائج المبكرة، قال المؤلف الرئيسي الدكتور ناؤور بار زئيف من المركز الدولي لإتاحة اللقاحات في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة إن الدراسات كانت "مشجعة ولكنها صغيرة".

وقال بار-زئيف - الذي لم يشارك في الدراسة – لـ "رويترز"، إن "الفعالية السريرية لأي لقاح لفيروس كوفيد -19 لم تظهر بعد".