لا يزال الفنان الراحل عبد الحليم حافظ يحظى بحضور واسع بين محبيه، وجمهوره في ذكرى رحيله أو مولده، والتى تبقى لأيام، حيث يواسي البعض نفسه بما يذكره عن جانب من جوانب حياة العندليب.
الكاتب طارق عباس تناول جانبا مبكيا في حياة العندليب وهو الساعات الأخيرة في حياته، حيث كتب في مقال له نشرته المصري اليوم بعنوان " آخر يوم فى حياة العندليب"، أنه اضطر بسبب المرض للسفر إلى لندن كى تجرى له الفحوصات والتحاليل اللازمة للاطمئنان على الحالة الصحية، وذلك بمستشفى «كينجز كوليدج» تحت إشراف البروفيسور «روجر ويليامز».
وأضاف أن نسبة الصفرا كانت ترتفع دون سبب واضح، وفى محاولة للتقليل من ارتفاع نسبتها، تم إعطاؤه الكورتيزون الذى جعله يحس ببعض الراحة، وتصور أنه بإمكانه العودة للقاهرة وبدء البروفات الخاصة بالأغنية الجديدة «من غير ليه»، والتي كان من المقرر أن يؤديها فى ليلة شم النسيم يوم 10 إبريل 1977، لذلك حجز تذكرة السفر إلى القاهرة يوم 22 فبراير.
وتابع قائلا : البروفيسور «روجر ويليامز» اعترض، وطلب أن يبقى عبد الحليم مدة 20 يوما أخرى تكون فيها حالته قد استقرت، حيث وافق عبد الحليم على مضض وبقى فى المستشفى.
واستطرد الكاتب طارق عباس في حديثه عن الساعات الأخيرة عن العندليب: كان يتصل بمحمد شبانة ويطلب منه عمل ديكورات جديدة لشقته بالزمالك ويطلب من عمته «دوسة» أن تذهب لمسجد «سيدنا الحسين» كى تقرأ له الفاتحة هناك وتدعو له بالشفاء.
وأوضح أنه كان يقابل بعضا من معجباته ومعجبيه ممن تعودوا أن يأتوا للاطمئنان على سلامته.
وأشار إلى أنه يوم الأربعاء الموافق 30 مارس 1977، استفاق عبد الحليم من نومه فى تمام الساعة العاشرة صباحا، وكما تعود أخذ حمامه ثم صفف شعره وبدأ بملاطفة من يجلسون حوله وإلى جواره، ومنهم السيدة نهلة القدسى زوجة عبد الوهاب، والتى قالت له بصوت متفائل: "الحمد لله، أظنك اليوم أفضل، وبجد زى القمر، أنا ها أمسك السرير بدل الخشب علشان الحسد".
لكن في تمام الثانية عشرة ظهرا، دخل عليه الطبيب الإنجليزى وصارح عبد الحليم بالحقيقة المرة وهى أن الكبد متليف ولا أمل فى شفائه، والأفضل أن تجرى له عملية زراعة كبد آخر لكن لن يكون بمقدوره الغناء مرة أخرى، حيث رفض حليم الفكرة رغم إحضار الطبيب فتى وفتاة أجريت لهما هذه العملية ونجحت.
وأضاف أن العندليب قال: "ها أعمل عملية كل مرة، ومش ها أزرع كبد ولو ها أموت"، ، حيث استسلم الأطباء لرغبة حليم وعندما جاء موعد العملية نقلوه على ترولى إلى غرفة العمليات وأثناء النقل وقع من جيبه مصحفه الصغير الذى كان معه دائما أثناء إجرائه أى عملية.
وأوضح أنه بعد 40 دقيقة خرج يبكى من شدة الألم، وتم وضعه على سريره ونادى على «مجدى العمورسى» وسلمه الوصية وقال له: " فنى أمانة فى رقبتك يا مجدى".
و بعد نصف ساعة دق الجرس ، حيث كان الدم ينزف من فمه، وفى محاولة لطمأنته قال له الطبيب: " لا تقلق، هذه تصفية العملية، خذ هذا الفنجان وأخرج فيه الدم الزائد".. وبعد نصف ساعة أخرى دخل فريق الأطباء للاطمئنان عليه فوجدوا الدم يخرج من فم حليم ويملأ الغرفة، أعطوه حقنا لتعويض النزيف لكن إرادة الله حكمت وفارق حليم الدنيا.