الأحد، 31-05-2020
04:48 م
فتحي مجدي
كانت روزلين ماكجينيس في العاشرة من عمرها عندما بدأ صديق والدتها هنري ميشيل بييت في معاشرتها معاشرة الأزواج في المنزل في مدينة بوتو بولاية أوكلاهوما الأمريكية.
على الرغم من أنها كانت تدرك أن ما يفعله صديق والدتها معها كان خطأ، لكنها التزمت الصمت خوفًا من التهديدات، استغرق الأمر عامين قبل أن تنهي والدتها العلاقة العنيفة، وتمكن الزوجان من العيش بأمان، حتى قرر "بييت" الانتقام.
في 31 يناير 1997، اختطفت "بييت"، الطفلة "روزالين" البالغة من العمر 12 عامًا آنذاك، وسافرا إلى واجونر في أوكلاهوما، وأجبرها على الزواج منه في حفل زفاف مزيف.
وواصل على مدار 20 عامًا في معاشرتها، وأنجبت لأول مرة منه في سن الخامسة عشرة من عمرها، قبل أن تنجب منه لاحقًا ثمانية أبناء.
وانتقلا إلى أماكن عدة، تكساس ومونتانا وإيداهو ونيو مكسيكو وأريزونا وأخيرًا المكسيك، حيث حاولا الاختفاء. وأُجبرت روزالين على تغيير مظهرها من خلال صبغ شعرها، وجعلها ترتدي نظارات، وتغيير اسمها مرات عدة.
كان "بييت" الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بسبب جرائمه، عنيفًا تجاهها، ولم تجرأ روزالين على الهروب بدافع الخوف. وتحملت الاعتداء الجسدي والجنسي اليومي، بعد أن استخدم أطفالها لتهديدها بقتلهم.
وكانت تتدخل وتدافع عن أبنائها عندما يضربهم، وتتحمل العبء لحمايتهم. وقد اعتدى عليها بالضرب مرارًا، وكسر عظامها وأصابها بجروح.
وبمجرد أن بلغت "روزالين" من العمر 18 عامًا، أجبرتها "بييت" على الذهاب إلى قسم الشرطة في أريزونا، للإبلاغ عن هروبها. كان يهدف من ذلك إلى إخراجها من السجل الوطني للمفقودين، وفق ما أوردت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
كان الأطفال في السيارة مع "بييت"، وكانت تخشى أن يهرب بهم إذا لم تفعل ما أمرها به. وانتهى الأمر بها بالعيش في المكسيك، حيث أجبرها على التسول في الشوارع للحصول على الطعام لإطعام الأطفال.
واصلت شرطة أوكلاهوما البحث عنها، وأجبرها "بييت" على كتابة الرسائل حتى يعتقد الناس أنها لا تزال تعيش في الولاية.
وبحلول عام 2016، كانت روزالين تبلغ من العمر 32 عامًا، وكان أكبر طفل لها يبلغ من العمر 17 عامًا، وأصغرهم 4 أعوام.
كانت مع عائلتها في أحد مراكز تاتسوق عندما بدأت الدردشة مع زوجين شعرا أن هناك أمرًا خطأ صحيحًا بعد إلقاء نظرة على أطفالها المصابين بسوء التغذية.
وكان فارق السن بين الزوجين واضحًا جدًا أيضًا، إذ كان "بيبت" يبلغ من العمر 62 عامًا في ذلك الوقت. بدآ في طرح المزيد من الأسئلة، وتوصلا إلى أن روزالين - المعروفة باسم ستيفاني في ذلك الوقت - كانت في الخامسة عشرة من عمرها فقط عندما أنجبت ابنها الأكبر.
وعندما عرف "بييت" بما قالته، أجبرها روزالين على الانتقال من السكن، لكن الزوجين تعقباها وأخبراها أنهما سيساعدانها إذا هربت من الوضع الذي كانت فيه.
في يوليو، غادر طفل روزالين الأكبر المنزل نفسه، وعندما استغرق بييت في الشرب، جمعت أطفالها، وهربت من المنزل. ساعدها الزوجان، بل ووجدوا سجلًا على الإنترنت لكون روزالين طفلة مفقودة، حيث أخذاها إلى ملجأ أمريكي في المكسيك.
نشرت روزالين قصتها لتأمين الحماية لها، وشاركت فظائع لا يمكن تصورها، مثل كيف حملت لأول مرة في سن 13، وأجهضت.
استغرق الأمر عامًا حتى يتم تعقب "بييت"، وتم القبض عليه أخيرًا في دالاس حيث تم اتهامه. غير أنه رفض ادعاءاتها، وقال إنه "لم يغتصب أي طفل على الإطلاق"ـ وأشار إلى أنه "يمارس الحب" مع زوجته.
وصلت القضية أخيرًا إلى المحاكمة في عام 2019، وقالت النيابة إن "بييت" على مدى عقدين من الزمن "سيطر على الضحية بالعنف الشديد والتهديدات والاعتداء الجنسي عليها وعلى أطفالها".
وأُدين "بييت"، البالغ من العمر الآن 63 عامًا في يونيو 2019، بالاختطاف والسفر بنية الانخراط في عمل جنسي مع قاصر.
وحُكم عليه في فبراير 2020 بالسجن مدى الحياة بتهمة الخطف، مع 30 سنة أخرى تمت إضافتها للسفر بقصد الانخراط في أعمال جنسية مع قاصر.
وقال المحامي الأمريكي بريان ج. كستر: "الحياة في السجن هي العقوبة التي يحتفظ بها القانون لأخطر المجرمين.. المجرمين مثل هنري ميشيل بييت".
وأضاف: "لمدة 20 عامًا أساء إلى الضحية جسديًا وعاطفيًا، خافت على نفسها وعلى حياة أطفالها".
وتعيش روزالين الآن في ميسوري مع أطفالها، وتنعم بالحرية في حياتها الخاصة.