الإثنين، 03-08-2020
08:24 م
فتحي مجدي
اجتمع شمل شقيقتين في ولاية نبراسكا الأمريكية بفضل وباء فيروس كورونا المستجد، بعد أكثر من 50 عامًا.
وقالت دوريس كريبن (73 عامًا)، إنها أصيبت بما تعتقد أنها الأنفلونزا في أوائل مايو وبقيت لأيام في الفراش تشعر بالإرهاق، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وأشارت إلى أنها سقطت ذات يوم من فراشها عندما وصلت إلى كوب من الماء: "ظللت أضعف وأضعف".
استقرت كريبن، التي تعيش بمفردها على الأرض عاجزة لأكثر من 24 ساعة قبل أن يصل إليها ابنها ويهرع بها إلى مستشفى نبراسكا للطب، حيث كشفت الأشعة السينية أنها إصيبت بكسر في ذراعها.
كما أظهرت نتائج الاختبار إيجابية إصابتها بـ (كوفيد – 19)، وقضت ما يقرب من شهر في المستشفى للتعافي، دون معرفة ما إذا كانت ستعيش، وفقًا للصحيفة.
وقالت ممثلة المستشفى كلوديا بون لصحيفة "نيويورك بوست"، إنها أرسلت بعد ذلك إلى مركز لإعادة تأهيل طويل الأمد وخرجت بعد إقامة قصيرة، لكن الضعف المستمر ومضاعفات الرئة أجبرتها على نقلها إلى مستشفى ميثوديست لتلقي علاج إضافي.
وبعد قضاء فترة داخل المركز، ذهبت كريبن لإعادة تأهيل الذراع في حدائق ميثوديست فريمونت هيلث دنكلو، حيث حصلت على مفاجأة حياتها.
إذ أنها توصلت دون علمها إلى شقيقتها بيف بورو (53 سنة)، وهي مساعِدة دوائية في المركز، حيث عملت على مدى 22 عامًا الماضية. كما تصادف أنها أخت كريبان المفقودة منذ فترة طويلة.
وعندما نظرت بورو إلى قائمة مرضاها، فوجئت برؤية اسم كريبن. "ظللت أقول: يا إلهي! يجب أن تكون هي!".
وقالت خلال مؤتمر صحفي عقدته مؤخرًا، إنها لم تر أختها الكبرى منذ أكثر من نصف قرن.
وتشترك المرأتان في نفس الأب - الذي تزوج ثلاث مرات وأنجب 10 أطفال - ولكنهما ولدا لأمين مختلفتين. تربت كريبن في بيت والدتها وزوجها.
أما بورو فعندما كانت في السادسة من عمرها، اعتبرت ولاية نبراسكا أن والديها غير مؤهلين لرعايتها وأشقائها الثلاثة، الذين دخلوا في الحضانة وعرضوا للتبني، حسبما ذكرت الصحيفة.
وكانت كلتا المرأتين ، اللتين نشأتا في ولاية كورنهوسكر تعرفان اسمي بعضهما البعض وأمضتا سنوات في البحث عن بعضهما البعض، إلى أن تقابلا بالصدفة مؤخرًا.
قالت بورو: "عندما رأيت اسم دوريس على لوح المريض، كنت أشعر بالتوتر الشديد. قلبي كان يتسابق".
وبما أن كريبن تعاني من صعوبة في السمع، فقد حملت أختها بورو لوحة بيضاء عندما دخلت غرفتها وكتبت اسم والدها، ويندل هوفمان.
قال كريبن: "هذا أبي". قالت بورو، التي رفعت ذراعيها ذهابًا وإيابًا لإظهار أنها أختها الصغيرة: "ثم أشرت إلى نفسي وقلت: إنه أبي أيضًا . ثم عرضت عليها شارتي وعليها اسمي".
وبعد أن انهمرت الدموع، أخبرت كريبن أختها: "لديك عيناه"، في إشارة إلى أبيهما، الذي توفي منذ ذلك الحين.
وأضافت: "لم أفكر قط أنني سأجدها. لم أستطع النوم في تلك الليلة". وتابعت كريبن، لقد كنت سعيدة جدًا"، وأشارت إلى أنها تعتبر أن سقوطها المرتبط بإصابتها بفيروس كورونا" نعمة "لأنه أعادها إلى أختها.
وقالت كريبن "أنا أسعد شخص في العالم. لا أصدق أنني وجدت أختي أخيرًا".
وتخطط الأختان لجمع شمل الأسرة على أمل لقاء أشقائهما الآخرين.
وقالت بورو إنها تتطلع أكثر لتقديم كريبن لأطفالها الثلاثة وخمسة من أحفادها.
أما كريبن، فلديها ثلاثة أطفال و 16 حفيدًا، بمن فيهم سامانثا كريبن ، 28 عامًا ، التي حاولت مساعدة جدتها في تحديد مكان أشقائها، فقالت: "لا يمكنني الانتظار لمقابلة أطفال وأخوات أختي".
وقالت ابنة كريبن، ليزا كريبن (47 عامًا): "أمي كانت تصلي من أجل مقابلة أشقائها لفترة طويلة".