كشف الإعلامي تهامي منتصر عن تفاصيل مشادة مثيرة كان شاهدًا عليها في حضور الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وقتما استضافت بغداد المؤتمر السنوي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك في يناير 1990، أي قبل ثمانية أشهر فقط من احتلال العراق للكويت.
كانت البداية كما يروي منتصر عندما أخذ الرئيس السوداني الأسبق، المشير عبدالرحمن سوار الذهب، أمين العلاقات بمنظمة المؤتمر الإسلامي حينئذ يثني في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على انتصار الجيش العراقي في معركة تحرير "الفاو" التي كانت تحتلها إيران قبل أن يستعيدها العراق في عملية عسكرية نفذت في أبريل 1988.
وروى منتصر في منشور مطول عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "حدثت المواجهة التي لم تخطر علي بال.... قال سوار الذهب مخاطبا صدام حسين ... إن التاريخ لا يعرف انتصارًا إسلاميًا بعد اليركوك إلا انتصار الفاو... كما لا يعرف التاريخ بعد صلاح الدين قائدًا مسلمًا منتصرًا غير البطل صدام حسين...".
وعلى إثر ذلك، طلب الدكتور عبد الصبور مرزوق، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الكلمة، وطلب الرد على ما قال سوار الذهب في كلمته، متهمًا إياه بـ "تزوير التاريخ"، و"تشويه" انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973.
إذ نقل منتصر عن مرزوق قوله: "يؤسفني من الأخ المشير سوار الذهب تزوير التاريخ .. وتشويه الانتصار المصري في حرب أكتوبر 73.. فإن كان هناك نصر يشار إليه فهو نصر أكتوبر 73 وان كان هناك زعيم يشار إليه، فهو صاحب قرار العبور الزعيم الشهيد الرئيس محمد أنور السادات رحمه الله ...".
ومضى مرزوق في مخاطبته سوار الذهب، قائلاً: "سيادة الأخ المشير من حقك أن تجامل وتمدح لكن لا تزور التاريخ... وتكهرب الجو"، وفق تعبير الإعلامي المصري الذي كان حاضرًا الجلسة آنذاك.
وكشف منتصر أنه في واقعة ثانية أخذ وزير الشئون الإسلامية العراقي عبدالله في جلسة فرعية "يسب النظام الإيراني سبًا فظيعًا... فاستوقفه الدكتور محمد الطيب النجار (رئيس جامعة الأزهر الأسبق) وطلب منه الاعتذار وإلا سينسحب وفد المؤتمر والعودة إلى مصر فورًا ..... وتكهرب الجو للمرة الثانية".
وقال "منتصر" إنه بسبب ذلك تم معاقبة أعضاء المؤتمر، الذين تم استقدامهم بطائرة صدام الخاصة ".. وعدنا في طائرات بالنفر حمولة 80فرد للطائرة ... ومع ركام السحب عشنا الموت مرات مع مراجيح السحاب....".