الخميس 25 أبريل 2024
توقيت مصر 11:16 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

غضب أزهري ضد «القبور الحيوية»

خالتي وبنت أخي خرجتا من القبر!

في خطوة أثارت استهجان واستنكار الكثيرين، أعلنت شركة تدعى «Capsula Mundi »، أنها تقوم خلال هذه الفترة بتجربة فريدة وهي عبارة عن اختراع قبور حيوية.

وبحسب الشركة، فإن هذه القبور ستكون على شكل حقائب تقوم بتحويل الإنسان بعد موته إلى شجرة, منوهة بأنه قد يتم استخدامها بدلًا من القبور وذلك للاستفادة من جسم الإنسان بعد موته، حسبما نشرت مواقع محلية.

الدكتور عوض إسماعيل، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إن الله كرم بني آدم حيًا وميتًا، ومن ثم لابد من رفض أي فكرة تمتهن كرامة الإنسان سواء في حياته أو بعد مماته.

وخلال حديثه لـ«المصريون»، أضاف «إسماعيل»، أن الله –سبحانه وتعالى- قال في كتابه العظيم «ثم أماته فأقبره»، موضحًا أن الإقبار يُعتبر ستر للإنسان بعدما يصير إلى حالة أخرى غير الحالة التي كان يراه الناس عليها، ما يُعد تكريمًا له.

عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أشار إلى أن الإقبار نوع من أنواع التكريم للإنسان، متابعًا: «هذه الأمر أشتم فيه رائحة امتهان وإساءة للكائن الذي خلقة الله وكرمه، لذا أرفضها».

ونوه بأن الله علم الإنسان كيف يواري سوءة أخيه وذلك عبر قصة قابيل وهابيل، حيث قال سبحانه: «فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين».

وتساءل: «كيف يسعى البعض إلى تطبيق مثل هذه الأفكار الغريبة في حين أن خالقه كرمه؟، وما المكسب والتغيير الهائل الذي سيحدث حال تنفيذ مثل هذه الأفكار؟».

وأردف: «أبواب العلم كثيرة ولا حصر لها فأعتقد أنه من الأفضل والأنفع للبشرية البحث في أي مجال من مجالاته»، مؤكدًا أن البشرية ليست بحاجة لمثل هذه الأفكار الغريبة، على حد وصفه.

وأنهى عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، حديثه قائلًا: «الإنسان لابد أن ينأى بنفسه عن مثل هذه الأمور التي لن تجدي نفعًا ولن ينتح عنها سوى الجدل والبلبلة التي لا طائل منهما».

إلى هذا، قال ياسر أحمد مرسي، مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أبدى استغرابه من الفكرة التي طرحتها الشركة، معللًا ذلك بأن الإنسان بعد مماته يفنى ولا  يبقى منه إلا «عجب الذنب».

وأضاف «مرسي»ن في تصريحات خاصة لـ«المصريون»، أنه من المستحيل تنفيذ تلك الفكرة، حيث لا يمكن أن يتحول الإنسان بعد وفاته إلى شجرة، متسائلًا: «هل سيستخدمون عجب الذنب في ذلك؟».

مدرس التفسير وعلوم القرآن، تابع: «الإنسان بعد دخوله القبر يتحلل ولا يبقى سوى عجب الذنب، لا أدري من أين يأتون بهذه الأفكار الصادمة والغريبة».