الأحد 28 أبريل 2024
توقيت مصر 02:10 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«بي بي سي»:

شركة طيران إيرانية نشرت وباء كورونا في الشرق الأوسط

شركة طيران إيرانية (ماهان إير)
كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) كيف ساهمت أكبر شركة طيران إيرانية (ماهان إير) في انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في الشرق الأوسط، بعد أن واصلت التحليق أثناء حظر الطيران الحكومي.

وقالت (بي بي سي) من خلال تحليل بيانات تتبع الرحلات ولقطات مفتوحة المصدر، إن شركة "ماهان إير" قامت بتشغيل مئات الرحلات الجوية من وإلى إيران والعراق والإمارات العربية المتحدة وسوريا بين أواخر يناير ونهاية مارس. 

وأشارت إلى أن كل هذه الدول منحت "ماهان إير" إذنًا بالهبوط، بينما كان الحظر مفروضًا على الرحلات الجوية الروتينية من إيران.

ووفق مصادر بشركة الطيران، فإن العشرات من طواقم "ماهان إير" ظهرت عليهم أعراض (كوفيد – 19)، وأنه عندما حاول الموظفون إثارة المخاوف بشأن إدارة الشركة للأزمة وتوفير معدات السلامة، تم إسكاتهم.


وأوقفت إيران كافة رحلاتها من الصين وإليها في 31 يناير. بعد ذلك، منعت دول عدة الرحلات القادمة من إيران في فبراير، ومارس، بعدما أصبحت بؤرة وباء فيروس كورونا في الشرق الأوسط.

لكن شركة الطيران واصلت رحلاتها رغم ذلك. ما أدى لانتقادات لها بالمخاطرة بصحة المسافرين والطواقم الجوية. وأُسكت أفراد الطاقم بعد تهديدهم بالإحالة إلى القضاء، عندما عبروا عن مخاوفهم بشأن "نشر الفيروس إلى أحبائهم وبلدهم".

تقول "ماهان إير" وهي شركة خطوط جوية إيرانية يتولى القطاع الخاص تشغيلها، إنها تملك 55 طائرة، وتنقل سنويًا قرابة خمسة ملايين مسافر إلى 66 وجهة حول العالم.

ولدى الشركة ارتباطات بفيلق الحرس الثوري الذي يتمتع بنفوذ كبير في إيران، وهو فرع من القوات المسلحة الإيرانية.

وسبق وأن خضعت الشركة لمراقبة أمريكية انتهت بفرض عقوبات عليها، بعد اتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لصالح الحرس الثوري.

وتدعم الشركة عمليات إيران في سوريا ولبنان والعراق، وهي دول ترتبط بعلاقات قوية مع الحرس الثوري الإيراني.

واستطاعت (بي بي سي) من خلال استخدام بيانات خطوط الرحلات والتحدث مع مصادر في لبنان والعراق، تأكيد أن أولى حالات الإصابة بـ (كوفيد-19) في هذين البلدين كانت لمسافرين في رحلات "طيران ماهان".

ففي 19 فبراير الماضي، سافر طالب إيراني في رحلة طيران ماهان رقم W55062 من العاصمة الإيرانية طهران إلى مدينة النجف في العراق.

وقد سُجل كأول حالة رسمية للإصابة بكوفيد-19 في 24 فبراير في البلاد.

وفي 20 فبراير الماضي، عادت امرأة لبنانية في الحادية والأربعين من عمرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد زيارة مدينة قم، في رحلة طيران ماهان رقم W5112.

وفي اليوم التالي سُجلت كأول إصابة مؤكدة بالفيروس في لبنان. وعلى الرغم من هاتين الحادثتين اللتين أثارتا غضبًا في البلدين كليهما، واصلت شركة طيران ماهان رحلاتها.

في 20 فبراير، علقت الحكومة العراقية رحلات الطائرات من إيران وإليها.

لكن (بي بي سي) كشفت أن ما لا يقل عن 15 رحلة أخرى جرت بعد صدور قرار المنع. وأقلت العديد من تلك الطائرات زوارًا من إيران إلى المدن العراقية المقدسة بموافقة الحكومه العراقيه.

وأفادت الحكومة العراقية أن الرحلات كانت رحلات عودة حصلت على موافقة هيئة الطيران المدني العراقي، وأن الرحلات الجوية من العراق إلى إيران ستستمر ، لكن المسافرين من إيران ممنوعون من دخول العراق.

وذكر التقرير أن شركة طيران ماهان وفي ذروة انتشار (كوفيد 19) في الصين، واصلت رحلاتها بين إيران والمدن الصينية الكبرى الأربع، وهي بيجين، وشنغهاي، وجوانزهو، وشينزين.

وأشار إلى أنه لا بد أن إيران منحت شركة ماهان إذنًا بخرق حظر السفر مع الصين الذي فرضته الحكومة الإيرانية ذاتها في 31 يناير.

نشرت شركة طيران ماهان صورًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية تظهر أن ستًا من رحلاتها بين أواخر يناير، والعشرين من أبريل، قد استخدمت للإغاثة، وحددت أربعاً منها استخدمت لإجلاء مواطنين إيرانيين من الصين، وكان آخر تلك الرحلات في 5 فبراير الماضي.

وبإجراء مزيد من التحليل لبيانات تعقب الرحلات ومراجعتها مع تصريحات مسؤولي طيران ماهان، يمكن لنا الكشف عن أن 157 رحلة للشركة قد أقلعت بعد ذلك التاريخ، في تحد لحظر الطيران الإيراني مع الصين.

كما استمرت الشركة في لعب دور رئيسي في نقل المسافرين من إيران إلى دول أخرى خلال ذروة انتشار الفيروس فيها.

وعلمت (بي بي سي) أنه رغم حظر الرحلات من إيران إلى الإمارات في 25 فبراير، فقد سيرت شركة الطيران 37 رحلة أخرى حتى نهاية مارس.
وفي 8 مارس، علقت سوريا كافة الرحلات من إيران وإليها. لكن شركة طيران ماهان سيرت ثماني رحلات أخرى بعد دخول ذلك القرار حيز التنفيذ.

كما قامت شركة طيران ماهان أيضًا بتسيير 37 رحلة إلى دبي، و19 رحلة إلى تركيا، و20 رحلة إلى وجهات أخرى، بما فيها إسبانيا وماليزيا وتايلاند.

كانت هناك شركات طيران أخرى تقوم برحلات من إيران وإليها في الوقت نفسه. لكن شركة طيران ماهان كانت الوحيدة التي انتهكت قرارات الحظر على نطاق واسع بهذا الشكل.

وفي أواخر فبراير، ذكرت مصادر جيدة الاطلاع داخل شركة ماهان أن أعراض الإصابة بالفيروس قد بدأت تظهر على أكثر من 50 فرداً من أفراد طاقمها.

فلجأ أفراد الطاقم إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من عدم منحهم معدات خاصة أو ملابس واقية.

وفي 27 فبراير، تحدث العاملون في شركة الطيران لأول مرة.

ففي مقال نشرته صحيفة "روزنامة شرق"، عبر العاملون في طيران ماهان عن قلقهم من عدم السماح لهم بالعزل الانفرادي بعد عودتهم من الصين وأنهم أُجبروا على مواصلة العمل.

وفي 18 أبريل، وقع 1300 من العاملين في طيران ماهان على رسالة مفتوحة يتهمون فيها شركة الطيران بسوء إدارة الأزمة.

كما ذكرت الرسالة التي نُشرت في "أفيا نيوز" أن مطالبات العاملين بمعدات الوقاية الشخصية التي أوصى بها اتحاد النقل الجوي الدولي قد أهملت بصورة متكررة، وأنهم كانوا يلامون على نقل الفيروس إلى أحبائهم وإلى البلاد.

وحصلت (بي بي سي) على نسخة اتفاق التزام بالسرية وُزع على العاملين في طيران ماهان، يهددهم بمحاكمة جنائية إذا جاهروا بمخاوفهم.

ورفضت شركة طيران ماهان، والدول التي سمحت بهبوط طائرات الشركة على أراضيها - في مخالفة للحظر الذي فرضته تلك الدول بنفسها. وقالت (بي بي سي) إنها طلبت التعليق.