رد الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، والحاصل على دكتوراه في أصول
الدين، على تصريحات الإعلامي تامر أمين، التي تساءل فيها عن سبب عدم أكل المصريين
لحوم الحمير والخيل.
وقال تامر أمين، في برنامجه "آخر النهار": "في حدود
معلوماته بيتهيألي لا يوجد مانع ديني من تناول لحوم الحمير والأحصنة". وهو ما
استنكره الدكتور محمد علي في تصريح لمصراوي، قائلًا: "ناكل لحم حمير وأحصنة
ليه، من قلة البهايم".
وحول حكم الشرع في أكل لحومها، قال الداعية الإسلامي إن أكل لحوم الحمر
الأهلية لا يجوز، بينما لحم الحصان مباح أكله وهذا هو ما ذهب إليه جمهور الصحابة
والتابعين ومن بعدهم من الأئمة، إلا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من إباحة
لحوم الحمر.
وذهب الإمام مالك إلى حرمة لحوم الخيل، مستدلاً بأن الله تعالى ذكرها -أعني
الخيل- وبين أنها معدة للركوب والزينة، ولم يذكر الأكل في قوله تعالى: ( والخيل
والبغال والحمير لتركبوها وزينة ) [النحل:8]
وذهب جمهور العلماء إلى حرمة لحوم الحمر الأهلية وإباحة لحوم الخيل وهو
الصحيح بدليل ما في ورد في الصحيحين وغيرهما من حديث أسماء قالت: نحرنا على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً فأكلناه.
وأيضا بدليل نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر عن لحوم الحمر
الأهلية، وإذنه في الخيل، وهو في الصحيحين، أيضاً.
وأضاف علي أن النهي هنا أصله التحريم، وما ورد في الأحاديث في إباحة لحوم
الحمر الأهلية أو تحريم لحوم الخيل فهو ضعيف معارض لما في الصحيحين، وآية النحل
المتقدمة والتي استدل بها المالكية فإن الأحاديث الصحيحة الثابتة رافعة للاستدلال
بها.
وعن جابر رضي الله عنه قال : ( سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكنا نأكل لحم الخيل ونشرب ألبانها ) رواه الدارقطني والبيهقي .
وقال النووي : إسناده صحيح.
وتابع علي: خلاصة القول فإن ذبح الحمير وأكلها والاستخدام الآدمي لها حرام
شرعا، فالأصل في الحمر الأهلية أنها للزينة والركوب ولا يجوز أكلها ولا ذبحها. أما
لحوم الخيول فهذا أمر مختلف فيه.