الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
توقيت مصر 10:04 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«الروشتة الإلكترونية».. حملة جديدة لمواجهة أخطاء الصيدليات

أرشيفية

«الروشتة الإلكترونية»، حملة جديدة دشنها عدد من الصيادلة والأطباء لصرف الروشتة مطبوعة إلكترونيًا، وليست مكتوبة بخط اليد؛ لتفادي صرف أدوية خاطئة، أو جرعات أعلى من المسموح به، ما يؤثر على حياة المرضى بالسلب.

وأطلق المشاركون في الحملة شعار: «خط سيئ يساوي روح مريض»؛ محذرين من خطورة الخط السيئ على صحة المرضى بعد تكرار صرف أدوية أو جرعات بالخطأ كادت تودي بحياة البعض.

وقال الدكتور أحمد الجويلي، منسق الحملة: «يعتقد كثيرون أن الفارق بين الصيدلي والعامل داخل الصيدلية هي مقدرته على قراءة الروشتة المعقربة، التي يكتبها بعض الأطباء، إلا أن هذا غير صحيح، فلا يصح أبدًا أن يقضي الصيدلي أكثر من نصف ساعة في محاولة قراءة روشتة، ما يجعله قد يخطئ ويصرف للمريض دواء آخر».

وأضاف: «الأزمات الناتجة عن الروشتة المكتوبة بخط اليد ليست من الطبيب فقط وإنما يتبعها في أغلب الأحيان خطأ من الصيدلي لعدم تمييز اسم العقار أو الجرعة المحددة».

وأوضح منسق الحملة، أن «تكلفة تحويل الروشتة من خط اليد إلى كتابتها إلكترونيًا لن يكلف الأطباء سوى طابعة بـ1200 جنيه»، مشيرًا إلى أن الروشتة الإلكترونية موجودة في بعض الدول العربية منذ قترة.

وتعتمد الروشتة الإلكترونية على كتابة الدواء على الكمبيوتر، بحيث نتلافى حدوث أي أخطاء إملائية، أو في حروف الدواء، وهو نظام يُعمل به في كثير من الدول الغربية وبعض الدول العربية.

وقال الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إن الفكرة جيدة للغاية، وسيكون لها نتائج إيجابية ومزايا عديدة، غير أنه اعترض على مسماها، معتبرًا أنه من الأفضل تعريفها بـ «الروشتة المطبوعة أو المميكنة».

وأضاف لـ«المصريون»، أن «ملء هذه الروشتات ستمنع الخلط بين الطبيب والصيدلي والمريض في تفسير الخطوط وكتابة الأدوية»، مشيرًا إلى أنه بسبب القراءة الخاطئة للخط حدثت مشكلات عديدة، وأصيب بعض المرضى بضرر بالغ.

عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أكد أن «الروشتة ستكون ضمانة لصرف العلاج الصحيح، إضافة إلى أنها ستسهل على الصيدلي قراءة الروشتة وعدم الوقوع في أخطاء».

وشدد على أن آليات تنفيذ الفكرة بسيطة، ويمكن تطبيقها بسهولة، خاصة أنها لا تحتاج سوى جهاز كمبيوتر أو آلة كاتبة، متابعًا: «الموضوع سهل ولا يمثل عبئًا على أحد، خاصة أن أطباء كثرًا لديهم أجهزة يدونون عليها معلومات عن كل مريض».

بدوره، قال حاتم عبدالحميد، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، إن الحكومة تسعى إلى الحفاظ على أرواح المواطنين بكل السبل، ومن ثم طالما أن هناك فكرة تصب في هذا الإطار لا مانع من تطبيقها والعمل على تنفيذها في أقرب وقت.

وأضاف لـ«المصريون»: «القراءة الخاطئة للروشتة يمكن أن تؤدي لنتائج لا تحمد عقباها، ما يعني ضرورة البحث عن وسيلة لتجنب ذلك»، معتبرًا أن الروشتة المطبوعة إحدى تلك الوسائل الآمنة، غير أنه طالب بالبحث عن بدائل أخرى أكثر أمانًا إن أمكن ذلك.

عضو لجنة الشؤون الصحية، أوضح أن هناك مشكلة أخرى لابد من العمل على حلها وهي الاعتماد على مساعد الصيدلي في صرف الروشتات، مشددًا على ضرورة التخلص من هذه المشكلة وإصدار تشريع يمنع ذلك. 

إلى ذلك، قال النائب خالد مشهور، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن هناك ضرورة لتعميم صرف الروشتة الطبية المطبوعة إلكترونيًا، لتفادي عقبات الخط السيئ للأطباء أو صرف أدوية خاطئة أو جرعات أعلى من المسموح به ما يؤثر على حياة المرضى، مشيرًا إلى أن الدراسات أثبتت أن نصف مليون شخص يعانون من إصابات سنوية بسبب الدواء الخطأ.

وأوضح، أن الروشتة الإلكترونية والتي تعتمد على كتابة الدواء على الكمبيوتر هي نظام معمول به في كثير من الدول الغربية وبعض الدول العربية، وبدأ بعض الأطباء في اتباعه بالفعل، مشيرًا إلى أن الروشتة أو الوصفة الطبية تعتبر الخطوة الأولى للعلاج.

وأوضح أن ما يزيد من المشكلة هو غياب الصيادلة عن الصيدليات وينوب عنهم «مندوبون» من ذوي التعليم المتوسط أو البعيدين عن تخصص الصيدلة، ولا يعلمون شيئًا عن الأدوية أو اللغة الإنجليزية، مطالبًا بوضع حد لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى منع صرف الروشتات المكتوبة يدويًا.