الجمعة 26 أبريل 2024
توقيت مصر 12:59 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

"الأزهر للفتوى" يوضح حكمُ الاحتفالِ بالمولدِ النَّبَوِي

تعبيرية عن المولد النبوي الشريف
  أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية بالفيس بوك، على سؤال معتاد في مثل هذا التوقيت من كل عام وبالتحديد مع اقتراب ذكرى مولد سيد البشرية صلى الله عليه وسلم، وهو "ما حكمُ الاحتفالِ بالمولدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ؟" وقال المركز في اجابته، "إنَّ بدرَ التتمةِ، وسيدَ الأئمَّةِ، نبينَّا محمدًا ? هو الذي أتمَّ اللهُ تعالى به النعمةَ، وقوَّم به الملةَ، وهدى به العربَ والعجمَ، وحلَّت به أكابرُ النِّعَم، واندفعت به عظائمُ النِّقَم، فميلادُه ? كان ميلادًا للحياة، وفي يوم الميلاد تتم نعمةُ الإيجاد التي هي سببُ كلِّ نعمةٍ بعدَها، ويومُ ميلاد النبي ? سببُ كلِّ نعمةٍ للخَلْقِ في الدنيا والآخرة."

 وتابع، "قد كرَّم اللهُ تعالى أيامَ ميلادِ الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وجعلها أيامَ بركةٍ وسلامٍ؛ فقال سبحانه وتعالى عن سيدنا يحيى بن زكريا على نبينا وعليهما الصلاةُ والسلامُ: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ...} [مريم:15]، وقال على لسان سيدنا عيسى ابنِ مريم على نبينا وعليهما السلام: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ...} [مريم:33] واستكمل، "وكما كانت لبني إسرائيلَ أيامٌ نجَّاهم اللهُ تعالى فيها من ظلمِ فرعونَ وبَطْشِهِ، وأمر نبيَّه موسى على نبينا وعليه الصلاةُ والسلامُ أن يذكِّرهم بها؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم:5]، فكذلك من أيام الله تعالى على أهل الأرض مولدُ النبي ? الذي دفع اللهُ به عن أهل الأرض ظلماتِ الغيِّ والبغيِ والضلالة." وأضاف مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، في اجابته، وقد سنَّ لنا رسولُ اللهِ ? بنفسه جنسَ الشكرِ لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه ? كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم، وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَّ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ?، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانًا وشعارًا."

واستند المركز إلى ما قاله الإمام السخاويُّ رحمه الله تعالى في (الأجوبة المرضية جـ3 صـ1116 ط. دار الراية 1418هـ): (ثم ما زال أهلُ الإسلامِ في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده ? وشرَّف وكرَّم، يعملون الولائمَ البديعةَ المشتملةَ على الأمورِ البهِجَةِ الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظهرون السرورَ، ويَزيدون في المبرَّاتِ، بل يعتنون بقراءة مولدِه الكريمِ، وتظهر عليهم من بركاته كلُّ فَضْلٍ عميم)اهـ.
وما ذكره الإمامُ السخاويُّ رحمه الله تعالى هو ما نقصده بعمل المولدِ النبويِّ الـمُنيف صلى الله وسلم على صاحبه. فهل ينكر عاقلٌ ذو لُبٍّ سليمٍ جوازَ الفرحِ بمولدِه، والاحتفاءِ بطلعته المُنيرةِ على الأرض ? بهذه الطريقة الشرعية التي تندرج كلُّ تفصيله منها تحتَ أصلٍ من أصولِ الشرع الشريف، وقواعده الكلِّيَّة! وعليه؛ فالاحتفال بمولده ? من المندوبات، وهو مظهر من مظاهر تعظيمه وتوقيره ? الذي هو عنوان محبته ? التي لا يكتمل إيمانُ العبدِ إلا بتحقيقها. وَمِمَّا ذُكِرَ يُعلَمُ الْـجَـوَابُ. وَاللهُ تَعَالَى? أَعْلَى وَأَعْلَمُ، وَصَلَّى? اللهُ عَلَى? سَيِّدِنَا مُـحَمَّدٍ وَعَلَى? آلِهِ وَصَـحْـبِهِ وَسَلَّمَ أَجْمَعِينَ.