قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن
الله- عز وجل- يطلع على قلوب العباد ليلة النصف من شعبان، ويغفر للجميع إلا
للمشاحن أو مشرك.
واستشهد بحديث: عن أبي موسى الاشعري عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
قال:( إن الله ليطلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن).
الحكمة من أن يغفر الله لنا في ليلة النصف من شعبان ؟
ليلة النصف من شعبان لها قدسية عند المسلمين جميعًا ولها فضل عظيم كما
أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان
فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، (سنن ابن ماجه)، والمشاحن ليس الشخص الذي
يخطيء فيك بطريق مباشر كاسائته إليك وإلى أهلك فلم تستطيع مسامحته كشخص طبيعي، فإن
سامحته فهذا مما أوصانا الله به، فالمشاحن هو من يضمر نية الإيذاء بدون وجه حق
لمحاولة إيلام الغير وإوجاعه.
والله تعالى يغفر لنا لأسباب عدة لا يعلمها إلا هو- سبحانه-، منها
الإستعداد لاستقبال أنواره في رمضان، والأنوار يقصد منها المعاني الذي يلقيها الله
في قلوبنا؛ فتجعلنا نعيش في الجنة ونحن في الدنيا.
فهذه المعاني: الإيمان بإن الله بجواري لا يتركني؛ فهو معي في البلاء
باللطف، وفي النعمة بالحفظ، وفي الإجتهاد بالتوفيق، وعند الخسارة يعوضني، وعندما
يتركني الناس يكون الونس والسند، لافتًا: " هذه المعاني هي اللي بتحلي
الدنيا"، ليس دائمًا يكون القلب على استعداد لاستقبال هذه المعاني؛ فليس
الوصول إلى الله طريق تقطعه ولكن حجابًا عن قلبك ترفعه؛ فمن أسباب مغفرة الله لنا
هو لحسن استقبال شهر رمضان وانواره.
والله لا يغفر المشاحن؛ لأنه تجرد من صفة الله وهي السلام؛ فهو القائل-
سبحانه-: " سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ "، ( سورة يس: الآية
58)، كما أمر عباده أن يكونوا ربانيين ويتجردوا من أي نية لديهم الإيذاء الغير أو
إوجاعه.