حذرت دراسة حديثة من أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، بسبب الأدوية التي يتعاطونها.
إذ أن أدوية ارتفاع ضغط الدم، التي تسمى "مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين"، و"مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين" قد تغير شكل خلايا الشخص المريض ما يجعل من السهل على الفيروس أن يصيبه بمرض أكثر خطورة.
الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية "The Lancet Respiratory Medicine " كشفت كيف أن الفيروس يلتصق بخلايا البشر لإصابتهم.
مع ذلك، حذر علماء، المرضى الذين يتناولون الأدوية من أن يتوقفوا عن تناولها، على أن يتوجهوا إلى الطبيب إذا كانت لديهم مخاوف.
ويقول فريق الدراسة، إنه لم يثبت وجود صلة بين الأدوية وفيروس "COVID-19 "، لكن يجب دراسة وجود صلة محتملة بينهما عن كثب.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى للفيروس المميت، العمر – إذ من تتجاوز أعمارهم 80 عامًا – أكثر عرضة للموت من غيرهم، وكذلك المصابين بأمراض القلب.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل مرضى السرطان، أو الذين يعانون من أمراض رئوية طويلة الأمد، معرضون أيضًا لخطر بنسبة أعلى من غيرهم.
الدراسة التي أجراها علماء في مستشفى بازل الجامعي بسويسرا وجامعة سالونيك في اليونان، أوضحت أن الفيروس يلتصق بالخلايا ويهاجمها عن طريق الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2 ).
ووجدت الدراسة التي أجراها الدكتور روث وزملاؤه أن أكثر الأمراض شيوعًا بين مرضى الفيروس المصابين بارتفاع ضغط الدم (23.7 في المائة) والسكري (16.2 في المائة) وأمراض القلب (5.8 في المائة).
ومن خلال دراسة كيفية ارتباط فيروس كورونا والسارس، وهو شبه متطابق تقريبًا، بالخلايا داخل أجسام الأشخاص، توصلوا إلى أن علاج ضغط الدم يجعل المصابين أسهل عرضة للفيروسات.
وأضافوا أيضًا، أن الأشخاص المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للخطر بسبب التغيرات في جيناتهم التي تجعلهم ينتجون المزيد من "ACE2 " بشكل طبيعي.
وأشاروا إلى أن "المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، الذين يعالجون بأدوية زيادة ACE2 ، هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى COVID-19 الشديدة، وبالتالي، يجب مراقبتهم".
ويحصل بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري من النوع 1 أو النوع 2 على الأدوية التي تزيد من كمية "ACE2 " الموجودة في خلاياهم، من أجل السيطرة على المرض.
وقال البروفيسور تيم شيكو، من جامعة شيفيلد، إن الدراسة ليست دليلاً على وجود صلة بين الأدوية وارتفاع خطر الوفاة جراء فيروس كورونا.
وأضاف: "نتائج الدراسة تطرح سؤالًا محتملًا حول ما إذا كان أدوية ضغط الدم وأمراض القلب التي تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين قد تزيد من فرص الإصابة بعدوى فيروس "COVID19 "، لكنها لا تعطي أي دليل يؤكد ذلك، بل تطلب البحث عن علاقة محتملة".
وتابع: "من المهم جدًا ألا يتم تفسير هذه الرسالة أو الإبلاغ عنها على أنها تثبت أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين تؤدي إلى تفاقم فيروس كورونا. أنصح بشدة أي شخص يتناول أدوية القلب بعدم إيقافها أو تغييرها دون مناقشة مع طبيبه".
وحذر من أنه "إذا توقف المريض عن أدويته وتفاقم إلى حد طلب الدخول إلى المستشفى في نفس الوقت الذي نتعامل فيه مع زيادة في حالات "COVID-19 "، فإن ذلك سيعرض المريض لخطر كبير ويزيد من الضغط على خدمات الرعاية الصحية".
وقال الدكتور ديبندر جيل من كلية "إمبريال كوليدج إن إتش إس ترست" في لندن: "الأدلة غير موجودة حاليًا ومن السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات قوية بشأن أي صلة بين استخدام مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين II من النوع الأول وخطر الإصابة بعدوى مرض الفيروس الجديد (COVID-19 )."
وأضاف: "يجب أن ينصح المرضى باتباع إرشادات الصحة العامة بدلاً من تغيير أدويتهم دون استشارة مناسبة ومستنيرة مع طبيبهم".