كانت تحلم بحياة
مليئة بالحب والمشاعر وإنجاب الأطفال، لكن آيات التي لم يمر على زواجها سوى سبعة
أشهر اصطدمت بواقع مختلف وتحطمت أحلامها على صخرة ما حدث لزوجها.
تقول الزوجة من أمام محكمة الأسرة بزنانيري: كان كل شيء في الأول زي الحلم لحد ما
صحيت على كابوس وفجأة كل حاجة اتبدلت"؛ بصوت متقطع قالت آيات إنها تعرفت على
زوجها الحالي عن طريق أصدقائها ووجدته متدينًا وهادئا ووسيما وبه جميع مواصفات فتى
أحلامها، وخلال فترة تعارفها جعلها تتعرف على عائلته، وظهر لها أنه متعلق للغاية
بوالدته لكنها لم تأخذ ذلك سببًا للرفض على الرغم من تدليلها الزائد والمبالغ فيه،
واعتقدت أنه من الطبيعي لأنه الولد الوحيد لوالدته.
بعد أن تقدم
لخطبتها لاحظت والدتها أنه مهمل ويتصنع العديد من الصفات الحسنة وحذرتها من
الزيجة، كما أنها لاحظت أنه لا شخصية له مع عائلته، لكن آيات ضربت بملاحظات
والدتها عرض الحائط ووافقت واعتقدت أنه يحترم النساء، وبدأت المشكلات بينهما في
بداية فترة الخطبة بسبب تدخل أشقائه في كل شيء، وبعد عامين وأشهر قليلة تمت الزيجة
وانتقلت للعيش معهم في نفس المنزل حسب رغبته، ولم تكن الحياة معه في المنزل ذاته
تشبه ما حلمت به وخططت له، وفقًا لحديثها.
في إحدى الليالي
العادية أصيب زوجها بوعكة صحية خطيرة قلبت حياتهما رأسًا على عقب، وتدهورت حالته
بشكل ملحوظ وسريع، وأصبح لا يرغب في المتابعة مع طبيب ولا حتى دخول المستشفى وأخذ
بحديث أهله وأهمل في صحته، وكلما طلبت منه الانتظام على العلاج كان يتشاجر معها
ويخبر أهلها وأهله أنها لا ترغب في تحمل مسؤوليته أو الوقوف بجواره في محنته،
وأنها تتركه طريح الفراش لا يقوى على العمل أو إدارة شؤون حياته اليومية.
حاولت آيات
التمسك بالحب والصبر، لكنها وجدت نفسها تواجه الوحدة والمسؤولية الثقيلة وحدها،
«كنت بحاول أكون قوية.. بس محدش حس بيا، وكل ما طلبت منه يبطل أكل معين أو ياخد
الدنيا كان بيعند معايا لأنه أهله مفهمينه إني كده بتحكم فيه»، زادت المشكلات
بينهما بتزايد الأعباء النفسية والمادية، وبدأت الضغوط تأخذ مأساة أخرى في حياتها،
وخلال هذه الفترة العصيبة، لم تجد دعم من أهلها أو أهل زوجها، وفقًا لحديثها.
دعوى خلع
لم تكن تتوقع أن
تصبح في هذا الموقف وهي بالكاد بدأت حياتها الزوجية قبل أشهر قليلة، وتحولت حياتها
من عروس تحلم بالسعادة إلى زوجة تتحمل عبء فوق طاقتها، دون مساندة من أحد وتخلى
عنها الجميع، حتى راته يقاوم الإنهيار من شدة المرض أمام عينيها، وبعد محاولات
مضنية لإنقاذ الزيجة ، قررت آيات اللجوء إلى محكمة الأسرة، وفي آخر شجار ضربها
أمام الطبيب لأنها طلبت من الطبيب إقناعه بدخول المستشفى لتلقي العلاج الناسب،
وحينها تيقنت أنها لا يمكنها العيش بجوار رجل لا يخاف على نفسه، حسب حديث الزوجة.
شعرت أنها بحاجة
لاستعادة ذاتها وكرامتها بعد أن تحطمت أحلامها في بداية زواجها تطلب الآن الخلع،
مصحوبًا بتعويض نفسي عن الألم الذي عاشته وهي تحمل فوق طاقتها، ولجأت لمحكمة
الأسرة وأقامت دعوى خلع حملت رقم 3872.