الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 01:47 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

توفي في مثل هذا اليوم..

"الإمام البخاري" كمبيوتر متحرك.. ماذا صنع عند قبر النبي

"الإمام البخاري" كمبيوتر متحرك.. ماذا صنع عند قبر النبي

في مثل هذا اليوم الثلاثين من رمضان توفي الإمام البخاري تاركا وراءه أعظم كتاب دوّن فيه أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي اشتهر بـ "صحيح البخاري".

ولد الإمام البخاري محمد بن إسماعيل يوم الجمعة بعد الصلاة في 13 شوال سنة أربع وتسعين ومائة هجرية.

رحل الإمام البخاري في طلب العلم، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق، والحجاز، والشام، ومصر، وسمع بمعظم علماء عصره ومنهم الإمام الجليل أحمد بن حنبل.

سئل ذات مرة:  كيف كان بدء  أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتّاب وأنا ابن عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر.

وأضاف: خرجت مع أمي وأخي  إلى مكة، فلما حججت رجع أخي، وتخلّفت بها في طلب الحديث، فلما بلغت في ثمانية عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.

وتابع قائلا: صنفت كتاب "التاريخ" ذاك عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليالي المُقْمرة.

قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري.

وقال إسحاق بن راهْوَيه، وعنده البخاري: يا معشر أصحاب الحديث، انظروا إلى هذا الشاب، واكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفهمه.

وكان البخاري حاد الذهن يمتع بذاكرة خارقة،  قدم إلى بغداد  فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث قلبوا أسانيدها  ومتونه،  وجعلوا متن هذا لإسناد آخر وإسناد هذا لمتن  آخر.

فلما بدلوها جميعا ، دفعوها إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة  أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري.

فحضروا فانتدب رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث، فقال: لا أعرفه.

 فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه،  فما زال يلقي عليه واحدا بعد واحد، حتى فرغ من العشرة، والبخاري يقول: لا أعرفه. فكان بعض الفهماء يقول: الرجل فهم. وبعضهم يقضي عليه بالعجز. ثم انتدب رجل آخر فسأله عن حديث من الأحاديث وهو يقول في الحديث: لا أعرفه حتى فرغ من عشرته، ثم الثالث، ثم الرابع، إلى تمام العشرة، والبخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه.

 فلما فرغوا التفت البخاري إلى الأول وقال: أما حديثك الأول فهو  كذا، والحديث  الثاني كذا، والثالث  كذا، حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى  إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس  بالحفظ، وأذعنوا له بالفضل.

وكان يلقب بسبب قوة حجته بـ " الكبش النطاح"، ومع ذلك كان يقول : "أرجو أن ألقى الله سبحانه ولا يحاسبني أن اغتبت أحدا"، يقول هذا، على الرغم أن علم الحديث فيه جرح وتعديل لصفات وأخلاق الناس أو الرواة.