الأحد، 02-02-2020
05:41 م
أحمد نصيب علي حسين
في فيلم ابن حميدو اعتاد الفنان عبد الفتاح القصري أن يختلف مع زوجته في بعض القضايا الأسرية، فتصر زوجته على رأيها، ويصر على رأيه، ثم يختلفان فيتراجع القصري عن كلمته تحت شعار( هتنزل المرة دي) ، وتظل تنزل كل مرة يحدث فيها خلاف، وللإنصاف يذكرها دائما أنه في المرة القادمة لن تنزل، وتظل تنزل كل مرة إلا المشهد الأخير في نهاية الفيلم فكلمته هي التي لا معقب لها.
وعلى الجانب الآخر يبتدع الروائي نجيب محفوظ شخصية سي السيد في روايته بين القصرين ليجسد تاجر العطارة الرجل الشديد في بيته، فكل أوامره نافذة، وكل تعليماته ساريه، والبيت يسير على نظام الميري، الذي لا يقبل تعديلا ولا تغييرا، ولا تظنوا أن هذه الشخصية لم تترك أثرا في نفوس النساء، بل أثرها عميق، يكفي أن تقول فقط لزوجتك(الصالحة القانتة التي تربت أحسن تربية) من حقي عليك أنك تطيعيني، فستقول لك: هو أنت سي السيد، انظروا كيف تحول حق الطاعة للزوج تجسيد لشخصية سي السيد.
هكذا كانت القوامة، ففي الفيلم الأول تسلط كامل للزوجة، وتحدي صارخ لأوامر الزوج، وفي الثاني تسلط كامل من الزوج، ولا وجود لشخصية الزوجة(أمينة)، انظر كيف شوهت القوامة في العملين، وكأن القوامة لا تقبل إلا الإفراط أو التفريط، فإما أن تكون دياسة وقلة رجولة وإما أن تكون تسلطا وظلما وتعسفا.
يجب أن نعلم أن القوامة صمام أمان للحياة الزوجية، القوامة هي جعل إدارة الحياة الزوجية بيد الرجل، قيادة تقوم على الرحمة والحكمة والعقل والحماية، وهذه هي سنة الحياة، فأي عمل من الأعمال لن يتحقق له النجاح من غير عمل جماعي، وأي عمل جماعي لا بد أن يكون له قائد، ولا بد أن يلقى من اتباعه التقدير والطاعة بقدر المستطاع.
ولن أذكر لك شيئا من الشركات العملاقة، ولا المؤسسات الجبارة، بل سأذكر لك ملاهاة من الملاهي التي أسرت الكثير من العقول، إنها كرة القدم، كيف ينجح الفريق في تفوقه على خصمه، وتخطي أشد المنافسين، كل ذلك بسبب تمكين المدرب من القيادة وإعطاء اللاعبين له الطاعة والتقدير، فلماذا نرضى بذلك المبدأ في جميع الأعمال كبيرها وصغيرها، ولا نرضاه في المؤسسة التي هي أساس المجتمع ونواة الإصلاح وبذرة التغيير، وهي الأسرة، وخير من هذا قول ربي"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
وقوله تعالى( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا في سبيل الله)