مازلت تبعات اغتيال، قائد فليق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وتعامل القادة في طهران مع الحادث، تلقي بظلالها على السلطة حتى الآن، فظهرت على السطح لأول مرة منذ زمنًا بعيد، مؤشرات تدل على اشتعال الصراع بين طرفي السلطة، الرئيس حسن روحاني من جهه والمرشد العام من جهة أخرى.
أول هذه المؤشرات، هي الأزمة التي اشعلت حرب على استحياء بين الحرس الثوري وحكومة إيران بعد أزمة الطائرة الأوكرانية.
وكانت حكومة روحاني قد أعلنت سريعا عن تحمل الحرس مسؤولية إسقاط الطائرة بشكل كامل وهو ما أغضب عناصر الحرس الثوري، والذي اعترف مؤخرا بإسقاط الطائرة بعد محاولة إنكار.
ثاني هذه المؤشرات، ما أقدم عليه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من انتقاد هو الأول لحزب خامنئي بكلمات لاذعة.
وتحدث روحاني بصراحة عن المسؤول عن أزمة البلاد الاقتصادية، قائلًا «أزمتنا الاقتصادية مرتبطة بسياستنا الخارجية الخاطئة».
ويعتبر هذا أشد هجوم لروحاني ضد خامنئي والحرس الثوري ، حيث يبدو أن هناك شيئًا ما قد يحدث قريباً داخل البيت الإيراني بعد كلمة روحاني.
كما رفض روحاني فكرة احتكار حزب دون غيره للانتخابات، منوها أنه لا يمكن لأي حزب إدارة البلاد بمفرده، في إشارة إلى حزب خامنئي الذي يسيطر على البلاد.
شاهد انتقاد روحاني لخامئني
روحاني يتحدث هنا بصراحة عن من المسؤول عن أزمة البلاد الإقتصادية ويقول بأن أزمتنا الإقتصادية مرتبطة بسياستنا الخارجية الخاطئة .. يعتبر هذا أشد هجوم لروحاني ضد خامنئي والحرس الثوري ، يبدو هناك شيئًا ما قد يحدث قريباً داخل البيت الإيراني بعد كلمة روحاني ، غداً سيخطب خامنئي ايضاً.! pic.twitter.com/FOi2izLMBP
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) January 16, 2020
ثالث هذه المؤشرات، هو ظهور المرشد الإيراني ليصلي ويخطب الجمعة الماضية، عقب فضيحة الحرس الثوري التابع له، بقصف الطائرة الأوكرانية، وتعد هذه هى المرة الأولى لخامئني منذ ثماني سنوات، في محاولة منه لإظهار شعبيته لخصمة روحاني والمتظاهريين الإيرانيين الذين تظاهروا ضد العملية من جهة أخرى، إلا أن مراقبون قالوا، أن هذه الحيلة لم تنفع إذ حاولت كاميرات التلفزيون الحكومي تصوير القادمين لصلاة الجمعة في مصلى «الخميني» من زوايا خاصة، حتى تظهر الحشود في الشوارع المؤدية إلى مصلى الخميني، وسط تأكيدات أمنية بأهمية إظهار التجمعات حتى تبدو وكأنها جاءت لمناصرة النظام.
وركزت التعليمات على ضرورة استعراض قوة الحشود المتوجهة إلى مصلى «الخميني»، كونها رسالة للداخل للمحتجين (الجموع الشعبية الغاضبة من سياسات اقتصادية واجتماعية)، كما أنها رسالة للخارج الذي يطالب إيران بتحمل مسؤولياتها في ملفات عدة.
ويعتقد محللون أن المرشد الأعلى أراد أيضا توجيه رسالة للحرس الثوري ورفع معنويات قادته خاصة بعد خروج تظاهرات تحمل "شعارات مناوئة لهم على إثر تحطيم الطائرة الأوكرانية".
وكان خامنئي قد شدد في خطبته على أن "الحرس الثوري يحمي أمن إيران".
ويقول قطاع آخر من المغردين إن خامنئي حاول استقطاب الناس للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في 21 شباط/فبراير المقبل، في وقت يطالب فيه إيرانيون باستفتاء عام لتقرير مصير "الجمهورية الإسلامية".
وأخر مؤشر، هو مغادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني -بشكل مفاجئ- المسجد فور انتهاء صلاة الجمعة، خلف المرشد الإيراني على خامنئي دون الانتظار لإعطائه التحية.
شاهد تجاهل روحاني لخامئني
روحاني پيچيد pic.twitter.com/QyrLesjFQ3
— پيمان مولاوردي (@peimanmc) January 17, 2020