الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
توقيت مصر 05:43 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

بالصور..

استعباد فتاة.. اغتصاب يومي.. حرمان من الطعام.. تهديد بالقتل

الفتاة

على مدار عامين، تعرضت فتاة من "ويلز" للعبودية الجنسية، بعد أن تعرضت للاغتصاب المتكرر وحرمت من الأكل والشرب وحتى دخول الحمام لأوقات طويلة.

وفيما يعيد إلى الأذهان قضيتي الاستعباد الجنسي للفتاتين النمساويتين إليزابيث فريتزل وناتاشا كامبوش، تعرضت "صوفي" التي كان عمرها وقت احتجازها (17 عامًا) للاغتصاب بشكل يومي أثناء احتجازها من قبل "سيمون تيبيل".

وفي الأيام الأخيرة، قبل أن تتمكن من الهرب، لم يكن يسمح لها محتجزها بالأكل والنوم والشرب أو حتى الذهاب إلى الحمام، إلى أن تمكنت الفتاة المصابة بـ "متلازمة أسبرجر" من الفرار والعودة إلى منزل أسرتها.

"صوفي" كشفت عن تفاصيل محنتها في كتاب جديد، قالت فيه: "متلازمة أسبرجر جعلتني أسير طفولتي. وعندما خرجت إلى العالم الحقيقي، قابلت وحشًا أراد أن يبقيني في ظلام السجن".

وأضافت: "لقد عزلني عمن أحبهم، وأقنعني أن ذلك أمر جيدًا لي، وعندما أدركت حقيقة شره، سيطر عليّ بالعنف، وخوفي من أن يقتل عائلتي إذا خالفت أوامره"، وفق ما نقلت عنها صحيفة "ذا صن" البريطانية.

وأشارت إلى أنه "يحمل العديد من أوجه التشابه مع الوحشين الأخريين جوزيف فريتزل وولفجانج بيكلوبيل (المتورطين في الاستعباد الجنسي للفتاتين النمساويتين) لم يُسمح لي بالأكل والشرب أو الحركة إذا لم أسمح له باغتصابي".

كانت "صوفي" تتمتع ببراءة الطفولة عندما قابلت هذا الشاب بالصدفة أثناء قيامها بالتنقيب عن حزب سياسي في مسقط رأسها في "أبيردار" بويلز.

وكانت في ذلك الوقت قد بدأت للتو في الخروج من عزلتها الدائمة بالمنزل، بعد أن جعلتها حالتها أسيرة البيت، تخشى الخروج أو الاختلاط مع الناس.

وعلى الرغم من أنها كانت عبقرية في طفولتها، وقرأت الأدب الكلاسيكي في سن العاشرة، لكنها عانت من اضطراب في الأكل والاكتئاب، حتى تحسنت حالتها مع استخدام الدواء وشعرت بأنها أكثر قدرة على التفاعل مع المجتمع.

إلا أنها وبعد مقابلة "تيبيل" (30 عامًا)، شعرت بالميل نحوه، وخضعت تحت سيطرته سريعًا، فلم يكن لديها أي صديق من قبل، قبل أن يكتشف عن وحشيته، عندما احتجزها على مدار عامين واغتصبها مرارًا.

وكتبت "صوفي": "الجنس يجعل الأمر يبدو كما لو كان بالتراضي. لكنه في الحقيقة كان اغتصابًا بشكل متكرر يوميًا، لأنه كان مهووسًا بالذهان الجنسي".

وأضافت: "كان مثل الحيوان البرّي، يضع أصابعه في عيني، يصرخ في وجهي ويحاول أن يمزق شعري. لقد كان عنيفًا لدرجة أنني اعتقدت في بعض الأحيان أن رقبتي أو ظهري ينكسر بينما كان طوال الوقت يعطي أوامره: افعلي هذا!! أنت لا تتحركين بالدرجة الكافية"، ومن ثم يجعلني في المكان الذي يريده، جسدي كان مغطى بالكدمات والعض".

وتابعت: "طوال الوقت كنت أقول لنفسي:" لا شيء يدوم إلى الأبد، يجب أن ينتهي كل شيء".

ومضت في سردها لمعاناتها بعد أن عزلها محتجزها عن عائلتها وانتقلا إلى كوخ معًا: "كان يبقيني عارية، أو ألبس ثياب طفلة صغيرة حتى أبدو أصغر سنًا، كان مهووسًا بأن نبقى معًا إلى الأبد".

تقول صوفي: "هكذا أرادني. ذات مرة سألني: هل تعرضت للإيذاء عندما كنت صغيرة؟، بينما كان يأخذني في حضنه على الأريكة".

وأشارت إلى أنه أرغمها على مشاهدة الأفلام الإباحية على الإنترنت، وفي صباح أحد الأيام، وبعد اغتصابها، قال: "هذا هو اليوم سنموت فيه"، ووضع سكينًا على رقبتها، قبل أن يرفعها عنه بعد أن سمع طرق على الباب.

وذكرت أنها ظلت تتضور جوعًا لمدة ثلاثة أيام بلا أكل، بينا كان يغتصبها.

وحاول والدا "صوفي" إنقاذها، وأرسلا رسالة، قالا فيهما إنهما يعتقدان أن حياتها في خطر، لكنها ظلت مع ذلك تحت سيطرته: "لقد هدد بحرق منزل عائلتي. وقتلنا جميعًا. شعرت بالرعب منه".

وانتهت محنتها في يوليو 2012 عندما جوعها لمدة ثلاثة أيام، ورفض السماح لها بالتحرك إلا إذا وافقت على اغتصابها. وبينما كانت تظن نفسها على وشك الموت، وفتح الباب لرميها بالخارج، هربت وجرت حافية إلى منزل والديها.

تم القبض على "تيبيل، وفي ديسمبر 2013  أقر بأنه مذنب، بعد صفقة مع الادعاء انتهت بإسقاط تهم الاغتصاب عنه. ووصفه القاضي بأنه "يشكل خطرًا على جميع النساء"، وتم احتجازه إلى أجل غير مسمى.

وفي عام 2018، علمت "صوفي" أنه أطلق سراحه بعد أن أمضى أربع سنوات في السجن. لكنها الآن تشعر بالرعب خوفًا من انتقامه: "أعيش في خوف كل يوم من أن ينتقم مني بسبب حبسه".

وعلى الرغم من محنتها، فقد حولت "صوفي" مسار حياتها، وتدرس الطب في الجامعة. وأشارت إلى أن كتابها يأتي لتحذير النساء الأخريات وإظهار مدى سوء المعاملة لضحايا الاعتداءات الجنسية من قبل العدالة.