إذا كنت من
متابعي الأخبار على الإنترنت أو على التلفاز فقد تكون على دراية بالأسواق المالية
والاستثمار وإمكانية الفرد تحقيق مكاسب مالية من الاستثمار في الأسواق. حسناً، فما
هي الأسواق المالية وكيف يمكنك أن تتداول فيها؟
تشير كلمة التداول
إلى عمليات البيع والشراء بغرض الربح، وذلك من خلال شراء سلعة أو أصول وبيعها لدى
ارتفاع سعرها في السوق والحصول على الفارق كأرباح. قد يبدو الأمر لك مثل ما تشاهده
على شاشة التلفاز حيث يوجد صالات كبيرة ممتلئة بالشاشات والأوراق المبعثرة، حيث
يقوم كل متداول وسمسار بالكلام بصوت عالي والمطالبة بفتح وإغلاق صفقات. ولكن
اليوم، تطور الأمر كثيراً ليصبح من الممكن التداول عبر الانترنت دون مغادرة المنزل
وذلك باستخدام الحاسوب أو المحمول.
ما هو التداول؟
بالمختصر، يعني
التداول المتاجرة بالسلع والأصول لتحقيق مكاسب مالية. ولكن بعض التجارة المألوفة،
لا يقوم التاجر بفرض الأسعار من تلقاء نفسه، بل تتغير حركة السوق بشكل مستمر ليقوم
المتداول بالبيع والشراء بحسب القيمة الآنية في السوق. تخضع أسعار أسواق التداول
لقوانين العرض والطلب، حيث ترتفع الأسعار إذا ازداد الطلب على السلعة أو الأصل،
وتنخفض الأسعار إلى انحدر الطلب.
أبرز أسواق
التداول
يوجد العديد من
الأسواق والأماكن التي تمكن التاجر من وضع طلبات البيع والشراء، حيث من الممكن
الاستثمار في العملات الأجنبية وأسهم الشركات والسندات الحكومية أو الخاصة
والعملات الرقمية وغيرها العديد.
سوق صرف العملات
وهو أكبر أسواق
التداول والتي يتم فيها بيع وشراء العملات على شكل أزواج. أي يقوم التاجر بتداول
زوج عملة يورو/دولار، أي شراء اليورو عبر صرف الدولار. يوجد في السوق ما يفوق 150
عملة أجنبية والتي يمكن وضعها في أزواج مختلفة للحصول على عدد هائل من فرص التداول
والربح.
تختلف أسعار
العملات تبعاً للعديد من العوامل، منها الاقتصاد العالمي والتغيرات الاقتصادية
المحلية ومؤشرات البطالة و النمو والتضخم والاتفاقيات التجارية والصفقات
الاقتصادية بين الدول والعديد غيرها. كما تؤثر العوامل الخارجة عن السيطرة مثل
الحروب والكوارث على أسعار العملات، مما يمثل فرصة للمتداول في الاستفادة من هذا
التذبذب وجني بعض المكاسب.
تقوم الشركات
بطرح أسهمها للتداول في الأسواق العامة. حيث يشير السهم إلى حصة من ملكية الشركة
المعنية. بالتالي، لدى شراء سهم في شركة أبل، فذلك يعني امتلاك حصة ضئيلة في ملكية
الشركة. تتفاوت أسعار أسهم الشركات وتتغير بحسب أداء الشركات والتقارير الشهرية
والربعية والسنوية التي تقدمها.
فمثلاً، إذا
شهدت شركة أبل نمواً في المبيعات والأرباح، يزداد الطلب على شراء سهم أبل ويرتفع
سعر السهم الواحد.
سوق السندات
وهي من أكثر
الأسواق ثباتاً والتي لا تخضع للعديد من المتغيرات والذبذبات اليومية. حيث تقوم
الحكومات أو بعض الشركات الخاصة بطرح صكوك مقابل مبلغ ثابت وفترة صلاحية. تقوم
الشركات بهذه الخطوة من أجل زيادة السيولة المالية.
بعد قيام
المتداول بشراء السند، يحصل على نسبة ربحية كل شهر أو كل ربع خلال فترة امتلاك
السند. بعد انتهاء صلاحية الصك يقوم التاجر بإرجاع السند إلى الشركة ويسترد المبلغ
الذي تم استثماره مبكراً لشراء السند.
سوق السلع
وتضم هذه السوق
المواد الأولية والاستهلاكية مثل القطن والبن والسكر والفحم والشاي والحبوب
وغيرها، حيث تختلف أسعار هذه السلع بحسب الإنتاجية العالمية، أو العرض لهذه السلع،
إضافة إلى توجهات الطلب لشراء هذه السلع.
كما تضم هذه
الفئة البتروليات والنفط والغاز والذهب والفضة والنحاس، والتي تلعب دوراً كبيرا في
الاقتصاد العالمي. تتأثر هذه المنتجات بالعرض أو الإنتاج العالمي، للنفط مثلاً،
مما يؤدي إلى تغير الطلب على هذه المواد وتغيير أسعارها بشكل كبير.
العملات المشفرة
وهي فئة جديدة
في السوق المالية والتي تضم أموال إلكترونية لكل منها قيمة بالدولار. تتغير قيمة
كل عملة، مثلاً، قد تكون قيمة البتكوين الواحد $50,000، وتتغير هذه القيمة بحسب
الطلب على شراء النقود الرقمية. كما تؤثر التوقعات والتطورات التقنية والقوانين
التشريعية على استخدام العملات المشفرة على أسعارها في السوق، حيث تمتاز بعض عملات
الكريبتو بتغيرات قيمة عالية في اليوم الواحد.
استراتيجيات
التداول في الأسواق المالية
يتبع المتداولون
خطط عديدة للاستثمار في الأسواق، حيث يوجد مستثمرين مبتدئين أو محترفين. كما تختلف
أساليب التداول حسب الوقت المتاح لكل فرد، منهم من يعتبر هذا النشاط كعمل أساسي
ودائم، ومنهم من يمارسه كعمل إضافي أو للحصول على دخل سلبي. بغض النظر عن الطريقة
والأسلوب، هذه أبرز الاستراتيجيات للتداول في الأسواق المالية.
تداول اليوم
الواحد
يقوم المتداول
ببدء العمل مع انطلاق الجلسة اليومية في الأسواق، حيث يبدأ بفتح وإغلاق الصفقات
بحسب معطيات وبيانات السوق، ثم ينهي التداولات مع إغلاق الجلسة اليومية. بالتالي،
يتم اعتبار التداول على أنه دوام ذو ساعات عمل محددة تمكن المتداول من متابعة
الأخبار وتحليل النشاطات السابقة قبل بدء يوم جديد.
تداول الاتجاه
حيث يقوم
المتداول بالانتظار حتى بدء توجه جديد في السوق، سواء عبر ازدياد في سعر النفط أو
هبوط في سعر الذهب، يراقب المتداول أسعار السلع وتحركات السوق ويبدأ بفتح الصفقات
لجني المكاسب من هذه الفرص. غالباً ما يبدأ المتداول مع بداية حركة السوق نحو
اتجاه ما وإغلاق الصفقة بعد توقف الزخم أو انتهاء التوجه.
المضاربة
وهي استراتيجية
قصيرة الأمد تعتمد على الدخول والانسحاب سريعاً من السوق وذلك عبر فتح صفقة لا
تتجاوز 15 دقيقة، أو حتى 5 دقائق قبل إغلاق المركز والحصول على النتائج. تعتمد هذه
الخطة على مبدأ جمع الأرباح المتناهية في الصغر بشكل متراكم ومتكرر للحصول على
أرباح في نهاية اليوم.
تداول المركز
وهي خطة طويلة
المدى تعتمد على فتح صفقة والبقاء في السوق لفترة طويلة تمتد إلى أسابيع أو حتى
أشهر للاستفادة من التحركات الكبيرة في السوق بغض النظر عن التقلبات اليومية.