الأحد، 19-04-2020
10:08 م
محمود سلطان
واقعتان كاشفتان على أن من يتشحون بوشاح الديمقراطية و"حرية الرأي" يخفون بداخلهم ديكتاتورا في وحشية الحجاج بن يوسف :
الأولى ما كتبه المعروف بـ"نيوتين" في المصري اليوم بشأن سيناء.. فكرة طرحها "خارج الصندوق" تكسر حالة التبلد الطويلة التي أقصت العقل عن الخيال والإبداع .. لم يناقش أحد ما اقترحه الرجل.. ولكن زايدوا وعملوا فيها "وطنيين" ثم أهانوه وشتموه واتهموه بالخيانة!! بل تحولوا إلى "مخبرين" لا تنقصهم البجاحة في المطالبة باعتقاله ومحاكمته! طبعا والحكم جاهز بين أيديهم أصدروه من قبل أن يساق إلى أعواد مشانقهم!
الثانية: رأي دكتور سعد الدين الهلالي بشأن صيام رمضان على خلفية تفشي وباء كورونا ـ قاله في مداخلة متلفزة مع عمرو أديب ـ الرجل قال رأيه ونقل عن المذاهب الأربعة وعن الظاهرية وانتهى به الأمر إلى أن ينصح : إذا خفت على نفسك أفطر!!
وفي الخلاصة .. الرجل لا يمثل مؤسسة رسمية ولا يمثل الدولة .. هو لا يمثل إلا نفسه يؤخذ منه ويرد بهدوء وبلا عصبية وبلا هياج وتصفية حسابات سياسية معه.
تصدى إسلاميون له.. شتموه وأهانوه .. ووصفه أحدهم بأنه "مهرج في سيرك" لمجرد أنه لم يأت بما يشتهيه الإسلاميون!
ثم يتضح من خلال الهياج، و"فلتان اللسان" أن المسألة لا تتعلق لا برمضان.. ولا بغيرة على الإسلام والصيام.. وإنما فرصة لتعليق الرجل من قدميه وجلده وتعذيبه تأديبا له على آراء سياسية صدرت منه لا تروق للإسلامويين بعد خروجهم "المهين" من السلطة.
والحال أن ثمة سؤال ما انفك يراوح منطقة الإلحاح يبحث عما إذا كان هذا الجيل من كل التيارات التي لا تكف عن الضجيج في مصر الآن.. هو جيل مستبدل لا يستحق ما يقدمه المناضلون السياسيون من تضحيات ؟! جيل آخر في رحم الغيب .. ربما هو الأولى بهذا الاستحقاق!