الأحد، 15-03-2020
02:41 م
فراج إسماعيل
كورونا يتحول من مجرد وباء خطير يهدد العالم صحيا إلى حرب إقتصادية تعيد تشكيل توازن القوى العظمى مرة أخرى إلى متعدد الأقطاب.
الخطر الأكبر كما تقول اندبندنت البريطانية إن عدد الذين سيتحولون إلى خانة الإفلاس بسبب الوباء أكبر بكثير من الموتى، وعمالة كثيرة ستفقد وظائفها لأنهم أصبحوا فائضين عن حاجة العمل.
الحرب التجارية التي يشنها ترامب على الصين ودول غربية أخرى سترتد بالسلب على اقتصاده. الصين التي دفعت الثمن الأكبر بشريا واقتصاديا من جراء كورونا، ستتمكن مع روسيا من انتزاع الكلمة الأخيرة من ترامب بشكل مباشر دون حاجة إلى حروب الوكالة التي كانت سوريا ساحة عسكرية لها.
سيتعين على لندن وواشنطن حسب اندبندنت الدفاع عن وجودهما بالبحث عن فرصة في ظل نظام عالمي اقتصادي جديد يولد حاليا.
رغم ما يبدو من نتائج حرب النفط التي شنتها السعودية على روسيا بدعم أمريكي عبر إغراق السوق بالنفط مما أدي لهبوط أسعاره زيادة على أنها أسعار هابطة أصلا بسبب كورونا، فإن النفط الصخري الأمريكي المكلف أصبح يواجه مشكلة الانزواء وخسارة العاملين فيه لوظائفهم، وستخسر واشنطن بالفعل مركزها الأول الذي احتلته في سوق انتاج النفط لتتبوأه روسيا التي تريد مع الصين إعادة تشكيل الأسواق
العالمية وإعادة تشكيل توازن القوى بما يخدمهما، ولن يسمحا للولايات المتحدة والسعودية بالاستمرار في قيادة سوق النفط من خلال منظمة أوبك.
المؤكد حسب عمر حسن خبير التنمية الاقتصادية في مقاله بصحيفة اندبندنت أن حياة ملايين الناس ستتأثر اقتصاديا وليس صحيا فحسب، فملايين التريليونات من الدولارات تساقطت في الأسبوع الحالي بسبب انتشار فيروس كورونا ، وهذه مجرد بداية.