الخميس، 17-12-2020
12:59 م
ثوان قليلة استغرقها
حكم الفيديو لكي يثبت صحة هدف سون الكوري في مرمى
ليفربول مع إخراج هائل للقطة الهدف وخط التسلل، جعلنا نحكم نحن كمشاهدين وقبلنا المعلق الشوالي أنه هدف شرعي. نحن متخلفون عن ذلك بعشرات السنوات الضوئية في التقنية النليفزيونية وفي الضمائر.
حكم الفيديو عندنا شاهد ما شفش حاجة، أحيانا يغط في نوم عميق إلى أن ينبهه
الحكم على هدف، فيقعد دقائق ثم يستدعي
الحكم ليقعد دقائق أخرى، وبعد ذلك يحتسب الهدف أو لا يحتسب بقرار غيرصحيح يثير القيل والقال.
نحن لا نلعب
كرة قدم كالتي شهدناها في مباراة
ليفربول وتوتنهام، ومنظومتنا كلها لا تنتمي لعالم ثالث أو رابع أو عشرين، فهي عشوائية منفلتة فاشلة، تقوم فقط على الإدعاء والزعم، تدعي محاربة التعصب وهي تزرعه كالأفيون وتتمزج منه!
منظومتنا يتكسب ويتربح منها الفاشلون ولذلك لن يتركوا الأمور خارج سيطرتهم. العدالة والنزاهة تعني حرمانهم من برامجهم ومن استديوهاتهم التليفزيونية الفارغة ومن نقاد التحليل الذين يقولون كلاما مصطنعا لا قيمة له.
استغرب ال
مدرب الجنوب أفريقي الكفء
موسيماني شفاه الله من كورونا اللعين، أنه لا يزال جديدا على
الكرة المصرية، لم يقدم سوى مباريات قليلة، ومع ذلك يرشحه النقاد أفضل
مدرب.
منذ أدخل
الجوهري الإحتراف لم تتطور كرتنا. في المونديال لا زلنا في الخلف مساحات شاسعة كمنتخب، نصل للنهايات كل عدة عقود، تموت أجيال وتأتي أجيال ونحن على حلم الوصول.
لماذا ننفق أموالا باهظة على عقود لاعبين من أجل مسابقات محلية تدار باللبن والسمك والتمر الهندي. هل غير اللاعبون الذين تتجاوز عقود بعضهم عشرات الملايين سنويا مستوانا إلى الأفضل؟!.. هل سنخسر شيئا لو ألغينا الإحتراف وعدنا إلى الماضي؟!
لن نخسر. بل سنوفر الملايين، وسنخرج مئات المواهب من الناشئين، وسيكون عندنا مثل صلاح مئات يلعبون في دوريات المحترفين العالمية الحقيقية ونكتفي محليا بما تعودنا عليه تاريخيا من صناعة الآلهة والأصنام والبطولات الوهمية.
ما حققه صلاح لوحده من شهرة عالمية لمصر يفوق كل ما حققته الأندية والمنتخبات المصرية من بطولات على مر تاريخها.
كان القلب يزغرد في مباراة
ليفربول وتوتنهام مع كل تمريرة لصلاح ومع هدفه السحري ومع هتاف الشوالي للملك المصري.
رأينا كيف يدير
مدربان قديران شوطي المباراة. مورينيو الذي ركب فريقه الشوط الثاني وأضاع 4 فرص محققة، أدهشنا بمصافحته وحديثه لكلوب بروح رياضية بعد أن خطف الأخير الفوز في الدقيقة الأخيرة.
العدالة وحدها تنبذ التعصب، وضمائر الحكام تجعل النهايات جميلة للفائز والمهزوم، وقبل ذلك الإدارة المسؤولة التي لا تنظر إلا للصالح العام.
الغاء الاحتراف سيغلق مغارة علي بابا في
الكرة المصرية.