السبت 27 أبريل 2024
توقيت مصر 12:32 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

الكتابة بدون وضوء ؟؟

رحم الله الكاتب والأديب الكبير / علاء الديب . ومن مقولاته ومأثوراته التي تحمل معان كبيرة وكثيرة لاسيما في هذه الأيام التي نحياها.
إن الكتابة كالصلاة لا تصح بدون طهارة ووضوء،  الطهارة الحسية والمعنوية من كل دنس عقلي أو جسدي .. إذ لابد للكاتب أن يكون متزنا في الأقوال والأفعال .. وكيف يدعوا الي الترسيخ للقيم النبيلة وهو أبعد مايكون عنها . الذين كتبوا على مر الزمان والمكان كثر ولكن من منهم تظل كلماته نبراسا وطريقا يتلمسه الناس بالتأكيد قليل.. كثيرون كتبوا إلا أن كتاباتهم لم تسترق السمع ولم تؤثر في من حولهم وآخرون كتبوا في شتي فروع المعرفة فكانت كلماتهم نورا .. هؤلاء هم دعاة التنوير بل والاستنارة. ماتوا بأجسادهم إلا أنهم مازالوا أحياء بما خلفوه وراءهم من فكر نافع للبشرية جمعاء..
قال لي كاتب كبير جدا أنه كان يعقد صالونه الأدبي والثقافي عند أذان الجمعة ؟؟ وسمعنا عن آخرين انهم كانوا أعداء للتطهر والاستحمام .. التطهر الذي نعنيه بالتأكيد أشمل وأعم ... كتاب كثر ينتصرون لأنفسهم بالحق والباطل الا ندعوا هؤلاء الي التطهر . وآخرون افتقدوا الإخلاص والهدف والقناعة الا ندعوا هؤلاء الي التطهر .صحيح أن منهم من امتلك ناصية البيان إلا أنهم كانوا ودوما المتأرجحون .. بل هم كتاب كل الانظمة ومن يطرقون الأبواب . مدحوا الجميع دون تفرقة ونافقوا دون طلب هؤلاء جميعا الا ندعوهم الي التطهر .رايناهم وهم ينتقلون من أقصي اليمين الي أقصي اليسار دون مقدمات ويغيرون المقاعد والمواقف دون أسباب واضحة إلا ندعوا هؤلاء الي التطهر . وهناك من يكتبون دون تجرد . بل هناك من امتهنوا النهش في لحوم البشر أحياء وأمواتاً إلا ندعوا هؤلاء الي التطهر . وعلي هذة الوتيرة حدث ولاحرج . وقد ظنوا وبعض الظن إثم أن الناس لاتقرأ .. وأن الذاكرة يمكن تمحي وهذا وهم .. فالذاكرة في مجموعها لاتعرف الموت ... أمثال هؤلاء قد يكذبون علي الناس مرة أو مرتين أو ثلاثة إلا أن أمرهم حتما سينكشف ..الطهارة قبل الكتابة مصطلح ثمين وليس اقل من الإمساك بة والوقوف امامة فهي دعوة نقية وطاهرة من كاتب نبيل رحل عن دنيانا في الأيام الأخيرة في صمت وهكذا النبلاء والاطهار . دعوة لكل صاحب قلم قد  يكون في مقتبل حياتة وقد يكون قد امتد بة العمر وربما كان في أخريات حياتة ..الذين كتبوا علي طهارة سيذكرهم التاريخ انهم وحدهم من استحقوا فعلا شرف الكتابة .. أما هؤلاء الذين ابوا أن يتطهروا فهم فعلا كمن  أدي صلاتة دون وضوء وليس لهم منها إلا الركوع والسجود.. لست هنا في مقام سرد لاسماء كتاب كانوا انقياء اصفياء اطهار فالقائمة طويلة ولكني أردت التذكير لهؤلاء الذين مازالوا يكتبون وهم علي نجاسة ؟؟؟

الشيخ / سعد الفقي
كاتب وباحث