الأربعاء 15 يناير 2025
توقيت مصر 08:41 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

من المسئول عن رفض ضحايا كورونا؟.. نواب يجيبون على السؤال الشائك

شبرا البهو
قبل نحو أسبوعين، اجتاحت مصر موجة من الغضب، إزاء رفض قرية "شبرا البهو"، دفن جثة طبيبة توفيت بفيروس كورونا المستجد، إلى حد أن الأهالي تجمعوا على مدخل القرية لمنع دخول جثمان الدكتورة سنويا عبدالعظيم (64 عامًا).

جاء ذلك تكرارًا لما شهدته قرية "بولس" بكفر الدوار بالبحيرة قبلها بأيام، بعدما اعترض عدد من الأهالى على دفن جثة شخص مسن محتجز في العزل الصحي بمستشفى العجمى بالإسكندرية، مطالبين بضرورة دفنه في أي مقابر أخرى خوفًا من نقل العدوة بينهم، وتطور إلى الأمر مشادات بين أسرة المتوفى والأهالى تبادل الطرفان خلالها الرشق بالحجارة.

وفي واقعة طبيبة شبرا البهو، أمر النائب العام المستشار حمادة الصاوى بفتح تحقيق عاجل وموسع حولها، وتم القبض على 23 شخصًا من الرافضين لدفن جثة الطبيبة. 

وقال النائب خالد حماد عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، إن "السبب هو تحريض بعض الناس، وهذا لا يحدث مع المتوفين فقط، بل أن العنف والتنمر يحدث ضد المصابين أيضًا، ففي أعقاب الواقعة رفض بعض الأهالي مرور سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين بالفيروس لمستشفيات العزل بالمحافظة، وقاموا بالتحريض لمنع مرورها". 

واعتبر النائب أن "هذه التصرفات السيئة بسبب جهل الناس، لأن المتوفين بسبب فيروس كورونا يتم تغسيلهم ثلاثة مرات، وبعدها يتم لف الجثة، وتطهير الكفن، قبل الدفن تحت بالتراب، لذا لن يحدث انتشار لأي فيروسات، لكن هذه التصرفات وردود الفعل العنيفة التي وصلت حد القيام برشق المشيعين التابوت بالطوب نابعة من الجهل في الأساس وتقليد الناس لبعضهم البعض".
 
وأشار إلى أنهم كنواب اتفقوا مع مديرية الصحة بالدقهلية على توزيع التخصصات الطبية بمستشفيات مستقلة، "حيث ستعالج حالات الباطنة العادية في المستشفيات, والمركز الصحي حالات الحميات، لتخفيف الزحام والتكدس بالمستشفيات لتقليل انتشار العدوى إلا أن أهالي المحافظة رفضوا ذلك أيضًا". 

وحمل النائب، جماعات محرضة بالعمل على تهييج الموقف، إذ أنه "بالفعل توجد عناصر من الإخوان اندست لإثارة المواطنين"، متهمًا بعض المنتمين للجماعة بأنهم "جمعوا الكمامات وخزنوها لإثارة حالة من القلق بين المواطنين، خاصة وأن بعضهم لا يشعرون بالمسئولية، ونحن كنواب نحث المواطنين على الالتزام بتعليمات الدولة والاجراءات الاحترازية".
 
وقال النائب عبدالعاطى عبداللطيف عضو مجلس النواب عن بمحافظة البحيرة، إنه لا توجد بدائرته اصابات، لكن "فض دفن الموتى المصابيين بفيروس كورونا أمر مرفوض شكلاً وموضوعًا"، مشيرًا إلى أن "هناك من يحرض المواطنين، لأن الجثث للمصابين لا تنقل العدوى ولا المرض".
 
وقال النائب محمود شعلان عضو مجلس النواب عن دائرة كفر الدوار محافظة البحيرة، إنه "في إحدى القرى ذات ذات الكثافة السكانية العالية، والتي يوجد بها مقابر، كان هناك حالة رفض لدفن جثث المتوفين بسبب كورونا، بسبب عدم توفر الوعى بالبداية، فالإعلام لم يقم بتوعية المواطنين بهذا الأمر، خاصة وأن كثيرًا من المواطنين يعلمون أن الدول الاجنبية تحرق جثث المتوفين، لذا كان يحق لهم أن يخافوا من جثث المتوفين ويظنون أنها تنقل العدوى، ولكن بعد التوعية بعدم صحة هذه المعلومات حدثت وفاة ثانية بنفس القرية، لكن تلك المرة دفن المواطنين المتوفى وصلوا عليه الجنازة، فالناس بالبداية لم تكن تعرف آليات الدفن ولا طريقه الوقاية أثناءها". 

وأضاف أن "النواب حاليًا لا يقومون بالتوعية فقط، وإنما يساهمون في عمليات التطهير والتعقيم ومساعدة المصابيين فى الوصول للمستشفى والتواصل مع الاسعاف، ونقله بالإضافة لتقديم الإعانات للعمالة غير المنتظمة".
 
أما بمحافظة الغربية، فأكد النائب عزت المحلاوي، أن الأهالي بالغربية لا يمنعون دفن أي متوفين بسبب كورونا، كما أن مديرية الصحة بالغربية تشرف على إجراءات الدفن بنفسها.
 
أما الدكتور محمد عباس، استشاري الباطنة بمستشفى المنيرة العام، فقال إنه يوم الأربعاء الماضي توفت حالة مصابة بالكورونا، فتم أخذ مسحة منه واكتشف أنه إيجابي وتعب حتى مات، وكانت الإجراءات بعدها الكشف على المخالطين له ورش جثه المتوفى بالكحول لتطهير سطح الجسم، ولف الجثة أكثر من مرة وبأكثر من طبقة بلاستيك وقماش". 

وأكد عباس، أن "الجثة بتلك الحالة، غير معدية لأن المريض. بعد وفاته تتوقف كل اجهزة جسمه، لذا لن يتطاير من رذاذ أو تنتقل منه فيروسات كورونا، كما أن وضع الجثة داخل كيس لا يسرب الهواء ولا الماء ويدفن بصندوقه، وخوف الناس، نابع من عدم الوعى فمرض الكورونا ليس مثل الإيبولا فالميت ليس وباءً". 

وأضاف: "عندما تتوفى حالة كورونا تتواجد لجنة من الطب الوقائى لتتأكد من أن التكفين والتغسيل والتعقيم تم بشكل صحيح".