منذ نعومة أظافرها تعلق قلبها بالسيارات وأنواعهن وموديلاتها، فأتقنت القيادة وهي لم تبلغ الثالثة عشرة بعد، لتصبح هوايتها الأولى، وتصبح سيارتها صديقتها الأقرب بعد وفاة والدتها، متخذة من صديقتها ومهارتها في قيادة السيارات جسرًا تعبر به من حزنها على فقد الأم.
بدأت شيماء مشوارها في تعليم السيدات قيادة السيارات بالصدفة البحتة، فبعد تخرجها في كلية التجارة بجامعة الأزهر في العام 2006، عملت مع أختها على تأسيس حضانة خاصة لتعليم الأطفال، لتطلب منها إحدى معلمات الحضانة أن تعلمها بعض أساسيات قيادة السيارات لكونها مقدمة على دخول اختبار الحصول على رخصة القيادة.
وبعد اجتياز المعلمة الاختبار والحصول على الرخصة دأبت الأخيرة على تشجيعها على تعليم الفتيات قيادة السيارات بعد إعجابها بأسلوب تعليمها، وهو ما جعلها تخطو أولى خطواتها في هذا المجال.
طرحت شيماء الفكرة على أهلها الذين قابلوها بالتشجيع، نظرًا لكونها ستتعامل مع بنات وسيدات، إضافة إلى كونها ستوفر على السيدات تعليم قيادة السيارات دون حاجتهن لاختلاط مع رجال آخرين، مضيفة أنها أخذت الأمر من باب علم ينتفع به، فبدأت أولى خطواتها بالإعلان عن الفكرة من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مفصحة عن ذهولها من الإقبال الشديد من السيدات بقنا.
ولاقت شيماء بعض الانتقادات من سائقي السرفيس والتاكسي في بداية الأمر، ولكنها لم تقف عندها كثيرًا، خاصة مع الإقبال الكبير من قبل السيدات في قنا وأزواجهن الذين كانوا يرفضوا تدريبهن لدى رجال، متابعة أن أصعب المواقف حين كانت تدرب إحداهن وتوقفت بهن السيارة على أحد الكباري، ما تسببا في أزمة مرورية حتى تم جر سيارتهن لحل الأمر.
مرت خمس سنوات منذ أن بدأت شيماء مشروعها، حيث دربت فيهن 1500 فتاة وسيدة من محافظتي قنا والأقصر وضواحيها، محققة النجاح والاستحسان من قبل فتيات جنوب الصعيد.
وتحلم أول مدربة قيادة سيارات بقنا بأن تصبح صاحبة أكبر مدرسة قيادة للسيدات على مستوى الصعيد، مفصحة عن كونها تلقت كثير من العروض من مكاتب تعليم قيادة السيارات للانضمام إلى إحداها ولكنها رفضت لظروف خاصة بها.