تحل اليوم ذكرى اغتيال فارس الرومانسية، الأديب الراحل يوسف السباعي، والذي تم اغتياله في قبرص في يوم 18 فبراير، من عام 1978، عن عمر ناهز الـ60 عاماً، وذلك بعد ما قدم للأدب المصري والعربي أفضل الروايات والأعمال الناجحة، والتي مازالت محفورة في وجداننا العربي.
ولد الأديب والروائي، يوسف السباعي في 10 يونيو 1917 بالسيدة زينب لأب كانت له ميول أدبية أثرت في خيارات وتكوينات يوسف السباعي، وقد تخرج في الكلية الحربية عام 1937، وعمل مدرسًا فيها، ثم عمل مديرًا للمتحف الحربى عام 1952 ورقى إلى رتبة عميد.
من ضابط بالحربية لـ فارس الرومانسية
كان السباعي مشهورًا بلقب فارس الرومانسية، فيما رصدت حنان مفيد فوزي في كتاب لها 7 وجوه ليوسف السباعي كأديب وصحفي ووزير ومفكر سياسي والفارس مع ملف ثري لذكرياته الإنسانية.
ولكن رغم ذلك لم يقتصر العطاء الأدبي ليوسف السباعي على ما هو رومانسي، حيث كتب مسرحيات وروايات أخذت طابع النقد الاجتماعي أو التأمل الفلسفي، مثل "أرض النفاق" و"السقا مات" ومسرحية "أم رتيبة"، وهذه الأعمال من أجمل وأنضج أعماله
وقدم السباعي 22 مجموعة قصصية وأصدر 16 رواية آخرها "العمر لحظة" في 1972،كما نال جائزة الدولة التقديرية عام 1973وعددًا كبيرًا من الأوسمة، وترأس تحرير عدد من المجلات والصحف، منها الرسالة الجديدة وآخر ساعة والمصور والأهرام، وعينه الرئيس أنور السادات وزيرًا للثقافة، وظل يشغل منصبه إلى أن اغتيل في قبرص في 18 فبراير 1978 بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل.
قصة اغتياله في قبرص وقطع العلاقات بين البلدين
واغتيل يوسف السباعي، في قبرص في صباح يوم 18 فبراير عام 1978 عن عمر ناهز ال60 عاماً أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمراً آسيوياً أفريقياً بإحدى الفنادق هناك، حيث قتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية القبرصية وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض علي القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية.
وتم احتجاز القاتلان بعد اغتيال "السباعي" نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد.
في المقابل، استجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز (DC8 ) للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين،واتهمت لاحقا منظمة "أبو نضال" بارتكابها للجريمة .
لقبه نجيب محفوظ بـ"جبرتي العصر" ووصفه الحكيم بـ"الساخر"
وقد أطلق نجيب محفوظ على السباعى لقب "جبرتى العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله، رد قلبى وغيرها،كما أعلن أن أدب يوسف السباعي في مجمله ظاهرة اجتماعية فمن هنا تنبع الأهمية القصوى في إصدار هذه النماذج بين دفتي كتاب حول أدب يوسف السباعي .
أما توفيق الحكيم فيصف أسلوب السباعي بأنه سهل عذب باسم ساخر ويحدد محور كتبه بقوله انه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري ويتفق فريد أبو حديد مع توفيق الحكيم فيعلن أن أسلوب السباعي سائغ عذب سهل سليم قوي متين .