الثلاثاء، 19-05-2020
05:35 م
فتحي مجدي
من قلب المحنة التي يعيشها العالم حاليًا مع انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) تخرج أروع القصص والملاحم الإنسانية؛ فلم يستطع المرض الذي قتل وأصاب الملايين حول العالم أن يهزم القلوب التي تنبض بالحب، كما في حالة هذا المريض الذي لم ينتظر حتى يتعافى تمامًا ليطلب الزواج بمن يحب.
فما إن رفع عنه جهاز التنفس الصناعي، حتى عرض المريض على صديقته الزواج، عبر (خطوط الحياة)، أو (Life Lines )، وهي مبادرة لتوفير أجهزة لوحية لمرضى العناية المركزة الذين لا يستطيعون رؤية أحبائهم بسبب خطر الإصابة بفيروس كورونا.
وهذه المبادرة من بنات أفكار البروفيسور لويز روز من كلية "كينجز كوليدج لندن"، والدكتور جويل ماير من "جايز وسانت توماس" والمدير التنفيذي لشركة (Aetonix)، ميشيل باكيه.
وتم حتى الآن تقديم 1046 جهازًا لوحيًا في 159 وحدة عناية مركزة، والتي ساعدت المرضى على إجراء أكثر من 15 ألف مكالمة فيديو في جميع أنحاء بريطانيا.
كانت البداية في وقت مبكر من أزمة (كوفيد -19) عندما قرأ البروفيسور روز عن العائلات الإيطالية التي لا تستطيع أن تكون مع أحبائها، الذين يموتون في العناية المركزة.
وكما أوضح الدكتور ماير، فإن "الزيارات الافتراضية" أدت إلى بعض لحظات تثلج الصدر.
وأضاف: "كان لدينا عرض زواج، رجل كان على وشك التحدث بعد أن خرج للتو من تحت جهاز التنفس أراد أن يتقدم بطلب لصديقته، لذلك قمنا بتسهيل ذلك. قالت نعم! "مشاهد كهذه تضيء أيامنا حقًا".
كما أنه "من الشائع أيضًا أن يرغب المرضى في الدردشة مع حيواناتهم الأليفة"، وفق قوله.
ولعبت الشركات الخاصة مثل (BT) دورًا كبيرًا في استجابة الحكومة للتصدي لفيروس كورونا، وهي تعمل بجد لتقديم الخدمات اليومية التي تعتمد عليها، والذهاب إلى أبعد من ذلك لدعم هيئة الرعاية الصحية (NHS) والضعفاء.
تم إعادة توزيع الموظفين لتغيير الخدمات التي تقدمها شركاتهم بسرعة، سواء كان ذلك في توصيل طرود الطعام إلى الأشخاص الخاضعين للحجر المنزلي أو استخدام التكنولوجيا لدعم هيئة الرعاية الصحية.
وأشاد وزير مكتب مجلس الوزراء اللورد أجنيو بعملها. وقال: "إن الطريقة التي رأينا بها العديد من المنظمات الكبيرة وموظفيها ينتقلون من عملهم اليومي العادي إلى مشاريع للمساعدة في معالجة فيروس كورونا كانت رائعة".
وقال: "لقد تمكنوا من تغيير المشاريع بسرعة كبيرة، مثل توصيل المئات من أجهزة التنفس الجديدة إلى (NHS) وإنشاء أنظمة لتقديم الموارد التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك طرود الطعام ومعدات معدات الوقاية الشخصية، إلى أولئك الذين يحتاجون إليها حقًا".
واعتبر أن "عملهم هو تكريم لمنظماتهم ومثال رائع على التزامهم بالعمل نيابة عن الجمهور".
