الأربعاء، 11-03-2020
10:47 ص
متابعات- سارة أشرف
بعد الذعر الذي يسببه
فيروس كورونا في العالم، كشفت دارسة ألمانية حديثة، عن أن الذين أصيبوا بالمرض "يبثون" و"ينفثون" كميات كبيرة من ال
فيروس في الأيام الأولى من إصابتهم به، ومن المتوقع أن تساعد الدراسة على تفسير الطريقة السريعة والفعالة التي انتشر بها
فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم.
وتعد هذه الدراسة، التي قام بها علماء من مدينتي برلين وميونيخ في
ألمانيا، الأولى من نوعها خارج الصين، حيث تفشى ال
فيروس أول مرة وانتشر في أكثر من 100 دولة في العالم متسببا بإصابة نحو 120 ألف شخص في العالم ووفاة ما يزيد على 4000 آخرين، كذلك هي من أوائل الدراسات التي تحاول رسم خريطة لمتى يمكن أن يتسبب المرضى بالعدوى للآخرين، ونشرت يوم الاثنين الماضي بشكل مبدئي، بانتظار أن يتمكن خبراء وعلماء آخرون من مراجعتها وتدقيقها علميا قبل نشرها في دورية متخصصة.
وأشارت الدراسة، إلى أنه فيما تظل نتائج الفحوصات المخبرية على المرضى من ذوي الإصابة المعتدلة، إيجابية من خلال "مسحات" من الحلق لعدة أيام وحتى أسابيع بعد إصابتهم بال
فيروس، فإن المرجح أن المرضى بأعراض معتدلة أو حالتهم المرضية متوسطة لن يتسببوا بالعدوى للآخرين بعد 10 أيام على إصابتهم بالمرض وبدء ظهور الأعراض عليهم، حسبما نقلت "سكاي نيوز عربية"، في تقرير لها.
وراقب الباحثون انتشار ال
فيروس عند 9 أشخاص مصابين بالمرض، وأجروا عليهم الاختبارات بحثا عن بقايا الحمض النووي الرايبوزي لل
فيروس، وحاولوا أيضا إنتاج
فيروسات من عينات البلغم والدم والبول والبراز المأخوذة من المرضى، بواسطة الزراعة، وهي مسألة بالغة الأهمية في السعي لتحديد كيفية إصابة الناس بعضهم البعض وفترة تشكيل المريض للخطر على الآخرين.
الأهم من ذلك هو أن العلماء لم يتمكنوا من إنتاج
فيروسات من مسحات الحلق أو عينات البلغم بعد اليوم الثامن من إصابة المريض المعتدلة أو المتوسطة بالعدوى أو من أولئك الذين تبدو أعراض الإصابة عليهم خفيفة.
وأشار العلماء إلى أنه بناء على ما توصلوا إليه، فإن خروج المريض من حالة العزل الصحي الاختياري في المنزل يمكن أن يصبح ممكنا بعد 10 أيام على ظهور الأعراض، حيث يصبح خطر العدوى ضئيلا جدا.
ووفق الدراسة، فإن هذا النمط من انتشار
فيروس كورونا الجديد، يعد خروجا عن المألوف بالنسبة ل
فيروس كورونا سارس، الذي تفشى بين عامي 2002 و2003.
ووجد العلماء أن مرضى "كوفيد 19" ينفثون كميات كبيرة من ال
فيروس عبر الحنجرة في الأيام الأولى لإصابتهم به، وهي الفترة التي يظل فيها المرضى يمارسون أعمالهم اليومية والاعتيادية.
وبعد اليوم الخامس، يتراجع مستوى العدوى عند معظم أفراد عينة الدراسة باستثناء حالتين فقط، أي أن مستوى العدوى تراجع في اليوم الخامس عند 7 حالات من أصل 9.
وأوضح العلماء أنه خلال الأيام الأولى للإصابة بالمرض، فإن المصابين بال
فيروس يمكنهم أن يبثوا وينفثون ال
فيروسات بأكثر من 1000 مرة مما كان بإمكان مرضى السارس أن يفعلوه في الأيام الأولى لإصابتهم به.
وهذه الحقيقة تفسر سبب الانتشار السريع ل
فيروس كورونا الجديد، الذي أصاب نحو 120 ألف حالة في جميع أنحاء العالم، مقابل 8000 حالة فقط من
فيروس كورونا السارس.
وأثارت الدراسة شكوكا حول إمكانية انتقال ال
فيروس عبر البراز، وهي المسألة التي أشارت إليها العديد من الدراسات الأخيرة حول
فيروس كورونا الجديد في الصين، فقد وجد الباحثون الألمان مستويات عالية من بقايا ال
فيروس في 13 عينة من البراز من 4 مرضى في دراستهم، غير أنهم لم يتمكنوا من إنتاج
فيروس من أي منها.
ومع ذلك، لاحظت الدراسة أن جميع المرضى كانوا يعانون من مرض خفيف، وأن حقيقة أنهم لم يتمكنوا من العثور على
فيروس في برازهم لا يستبعد أن يحدث انتقال أو عدوى في حالات أخرى، الأمر الذي دفع الباحثين والعلماء إلى الدعوة لإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث حول هذا الأمر.
وقال العلماء إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن التدابير والإجراءات الاحترازية لوقف انتشار ال
فيروس يجب أن تركز على الجهاز التنفسي، مثل حماية الآخرين من سعال وعطس الأشخاص المصابين بال
فيروس، وفقا لما ذكره موقع "ستات نيوز" الإلكتروني.
وأفاد الباحثون أنه لا يمكن زراعة
فيروس كورونا الجديد من عينات الدم أو البول المأخوذة من المرضى، غير أنهم أشاروا إلى أن من نتائج الدراسة المهمة هي أن الأشخاص المصابين يبدأون بتطوير أجسام مضادة لل
فيروس بسرعة، عادة خلال 6 إلى 12 يوما، وهو ما يفسر سبب عدم إصابة حوالي 80 في المئة من مرضى "كوفيد 19" بأعراض خطيرة.