أثار إعلان النائبة منى منير عن تقدمها باقتراح برغبة لاستحداث مادة جديدة لطلاب الثانوية جدلًا واسعًا تحت قبة البرلمان، فبينما أيده البعض تحفظ عليه آخرون على اعتبار أنه يضيف أعباء جديدة على الطلاب.
وكشفت «منير» عن تقدمها بطلب إبداء اقتراح برغبة موجه لرئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم، بشأن استحداث مادة للصحة الأسرية والنفسية تدرس بالتعليم الثانوي.
ويهدف المقترح بحسب النائبة، إلى مناقشة المشكلات التي تواجه الشباب وينتج عنها أحيانًا التفكير في الانتحار، كما يأمل تأهيل الشباب لمرحلة الزواج وكيفية تكوين أسرة ناجحة وتربية الأبناء تربية سوية؛ حتى تقل نسب الطلاق، التي باتت مرتفعة.
ورأت عضو مجلس النواب أنه يومًا بعد يوم تظهر الحاجة الماسة إلى تنشئة الطلاب بشكل سليم نفسيًا؛ لتأهيلهم للتعامل مع المجتمع، خاصة أن السلامة الأسرية والنفسية أمر مهم جدًا، لا سيما في مرحلة التعليم «الثانوي تحديدًا»، لتعليم الطلاب التعامل مع تحديات الحياة والحفاظ على سلامتهم من الناحية النفسية.
ونوهت بأن استحداث مادة بالمرحلة الثانوية خاصة بالصحة النفسية، لها دور كبير في التنشئة السليمة للطلاب وتأهيلهم للتعامل مع المجتمع، وذلك بغرض تأهيل الشباب لمرحلة الزواج وكيفية تكوين أسرة ناجحة وتربية الأبناء تربية سوية، ودعمهم بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة.
وأشارت إلى أن الصحة الأسرية المدرسية تعد مدخلًا للسلوك الصحي، ويجب أن تتضمن الصحة المدرسية خططًا تربوية وبرامج إرشادية لا تتجزأ عن المناهج الدراسية.
وتابعت: «للوقوف مع الطلاب والطالبات لمساعدتهم على التغلب على مشاكلهم النفسية والانفعالية، والمشكلات الأسرية، وطريقة الاختيار، والتغلب على المشكلات الأسرية التي قد تقابلهم لا سيما مشكلات الزواج واختيار شريك الحياة، وأيضًا مشكلات سوء الاختيار وما قد يترتب عليه، وغيرها من الأمور التي يجب الاهتمام بها، وأن تكون مادة تدريسية للطلاب».
ولفتت النائبة إلى أن المعلم أو المعلمة بجانب دور المرشد أو المرشدة الطلابية لهما دور كبير في تحقيق التوافق النفسي للطلاب، خاصة أن الطلاب متعطشون دائمًا إلى الدعم النفسي من معلميهم والإنعاش النفسي من المرشد الطلابي.
الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان ونائب جامعة المنصورة سابقًا، أبدت تحفظها على المقترح، معتبرة أنه يمثل عبئًا على طلاب الثانوية العامة، إضافة إلى أنه سيثير البلبلة والجدل.
وخلال حديثها لـ«المصريون»، أضافت «نصر» أنه لا مانع من وجودها كمادة تثقيفية للطلبة، حيث من الممكن إدخالها مع مواد أخرى، أو تتم عن طريق عرض ندوات تثقيفية.
وأشارت إلى أن فرضها على الطلاب كمادة أساسية سيتسبب في مشكلات وسجال لا فائدة منه، بل الدولة في غنى عنه، لا سيما في هذه الفترة التي تسعى فيها الدولة إلى استكمال خطط الإصلاح الاقتصادي وتثبيت الأمن.
عضو لجنة التعليم والبحث العلمي تساءلت: «هل ستضاف تلك المادة للمجموع؟، وما هي الموضوعات التي ستناقشها؟»، مضيفة أن الأولى الآن تطوير المناهج والعمل على إصلاح العملية التعليمية من الأخطاء التي تعاني منها.
من جانبه، أيد فايز بركات، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، مقترح استحداث مادة للصحة الأسرية والنفسية تدرس بالتعليم الثانوي، مؤكدًا أهمية دراسة الطلاب لهذه المادة، بشرط ضرورة أن تتوافق مع البيئة التي يعيشون فيها.
وقال «بركات»، في تصريحات صحفية له، إن «تدريس مادة خاصة بالصحة النفسية لطلاب المرحلة الثانوية، له أهمية كبيرة، ويجب أن يكون ذلك متوافقًا مع البيئة التي يعيش فيها الطلاب، وإلا لن يتجاوب الطلاب معها».
عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أضاف أن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية حتى يكون مفيدًا للطلاب، مشيرًا إلى أن المادة ستكون مادة تثقيفية فقط، ولا تضاف للمجموع ولذلك لن تكون عبئًا على الطلاب.