لم تمر 24 ساعة على انتحار شهد الطالبة بكلية الصيدلة جامعة قناة السويس، التي عُثر على جثمانها بنهر النيل بنطاق محافظة الجيزة، حتى شهدت محافظة أسيوط انتحار شابين لمرورهما بحالة نفسية، ما أثار تساؤلات عدة حول أسباب تكرار حوادث الانتحار خلال الآونة الأخيرة.
كانت أسرة «شهد» أبلغت الأجهزة الأمنية منذ ثلاثة أيام عن اختفاء ابنتها الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الصيدلية، وذلك عقب خروجها من الجامعة بتاريخ 6 الجاري وأنها لم تعد لمقر إقامتها المؤقت بمدينة الإسماعيلية.
عقب ذلك، عثر رجال المباحث على جثة الطالبة غارقة في مياه النيل وتم إبلاغ أسرتها، التي أكدت أن ابنتها قضت الليلة السابقة لاختفائها مباشرة عند طبيب نفسي؛ لأنها كانت تعاني من حالة توتر كبيرة وضغط نفسي بسبب دراستها في الجامعة.
الأسرة أضافت أن ابنتها تلقت مهدأ يسمى «اندرال»، وهو مهدأ نفسي من المفترض أنه علاج نفسي كانت ستسير عليه لفترة قادمة للتخفيف من الضغوط التي كانت تعاني منها، مشيرًة إلى أنها لم تكن تعاني من مرض نفسي بالمعني المعروف لهذا المرض وإنما ضغط وتوترات نتيجة الدراسة الجامعية.
أما الشابان اللذان انتحرا في قريتين بأسيوط في ظروف غامضة، فبينت التحريات التي قام بها ضباط المباحث أن سبب الانتحار مرورهما بظروف نفسية سيئة.
وقبل أيام، أقدم شاب يبلغ من العمر 16 عامًا، طالب بالصف الثاني الثانوي الصناعي، بإحدى قرى مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، على شنق نفسه؛ لمعاناته من أزمة نفسية.
وقبله، انتحر شاب بمدينة كفر الدوار بالبحيرة على من أعلى برج لشبكة الهواتف المحمولة وذلك بسبب مروره بحالة نفسية سيئة، وكشفت تحريات المباحث الجنائية أن هذا الشاب حاول الانتحار أكثر من مرة.
وفي 1 نوفمبر الجاري، أقدم شاب يبلغ من العمر 23 سنة، على الانتحار بتناوله حبة حفظ الغلال، لمروره بحالة نفسية لخلافات أسرية.
وفي تقرير لها، كشفت منظمة الصحة العالمية أن كل 40 ثانية ينتحر شخص على مستوى العالم، مشيرة إلى أن الشنق وتناول السم وإطلاق الرصاص هي أكثر طرق الانتحار شيوعًا.
وقالت المنظمة إن هناك شخصًا واحدًا يضع حدا لحياته منتحرًا كل 40 ثانية على مستوى العالم، وإن عدد من يفقدون أرواحهم بسبب الانتحار كل عام يفوق قتلى الحروب.
وحثت الحكومات على أن تضع خططًا للوقاية من الانتحار لمساعدة الناس على التأقلم مع التوتر، والحد من إمكانية حصولهم على وسائل الانتحار.
وقالت إن قرابة 800 ألف شخص في المجمل يقدمون على الانتحار سنويًا، أي أكثر ممن تقتلهم أمراض الملاريا أو سرطان الثدي أو الحروب أو جرائم القتل.
الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، قال إن ?«الانتحار في مصر لا يمكن اعتباره ظاهرة مقارنة بدول أخرى كثيرة».
لكنه أوضح أن هناك عدة أسباب تدفع الشباب للانتحار، وأضاف لـ«المصريون»، أن «الاكتئاب يعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب إلى الإقدام على تلك الخطوة، إذ أن من يعانون من هذا المرض هم أكثر الأشخاص عرضة للانتحار».
أستاذ علم الاجتماع، أشار إلى أن الضغوط النفسية والمشكلات الشخصية وكذلك الأزمات التي يقع فيها هؤلاء الشباب تدفعهم للانتحار، متابعًا: «البعض يصاب بحالة نفسية بسبب ضغط الدراسة أو بسبب الضغط المجتمعي أو لعدم قدرته على الزواج أو الإيفاء باحتياجاته، فيحاول التخلص من كل هذا بالانتحار».
ولفت إلى أن حالات الانتحار التي تقع من وقت لآخر ليست ظاهرة، وتناول الإعلام وإثارتها ساعد على انتشارها، مؤكدًا أنه لا يمكن إعداد إحصائية؛ لأنها حالات معدودة وليست كثيرة.
وشاطره الرأي الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قائلاً إن معدلات الانتحار في مصر لا زالت في المعدل الطبيعي وليست مخيفة، مشيرًا إلى أن مصر في مرتبة متأخرة من حيث معدلات الانتحار.
وأوضح لـ«المصريون»، أن الضغوط الحياتية أو الرومانسية التي تقع لبعض الشباب تدفعه إلى الانتحار، كوسيلة للتخلص من تلك الضغوط، لافتًا إلى أن حالات الانتحار تقع معظمهم في فئة المراهقين.
وذكر إلى أن مصر تُعد ضمن أقل الدول، وبالتالي لا توجد إحصائية، مشيرًا إلى أن الشباب بمجرد تعرضهم لضغوط بعضهم لا يتحمل ويلجأ للانتحار.