أشعلت الإعلامية، وخبيرة التجميل، أسماء شريف منير، موجة من الغضب بين محبي الداعية الراحل، الشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد أن نعتته بـ "المتطرف"، على خلاف ما يشتهر بين عموم المصريين من تبينه منهجًا وسطيًا، وخطابًا معتدلاً، من خلال دروسه الدينية المسجلة تليفزيونيًا.
ومنذ أطلقت "أسما"، التي تشارك والدها الممثل شريف منير تقديم برنامج "أنا وبنتي" تصريحاتها المثيرة للجدل بحق الشعراوي التي قالت إنها صدمت من آرائه، لم تهدأ نبرة الغضب التي اكتست بها ردود الفعل الحادة لرواد وسائل التواصل الاجتماعي، إلى حد أنها تصدرت قائمة اهتمام جمهور "السوشيال ميديا" خلال الساعات الماضية.
ولم تفلح "أسما" في تهدئة الغضب المثار حتى مع تراجعها عن مهاجمة الشعراوي، قائلة في تصريحات صحفية إنها لم تكن تقصد الإساءة إليه، موضحة أن تصريحها الذي قالت إنها أساءت التعبير فيه جاء في سياق محادثة مع أحد المتابعين لها عبر صفحتها على "فيس بوك".
شرارة الأزمة تفجرت في الساعات الأولى من صباح أمس عندما أطلت "أسما" على متابعيها على "فيس بوك"، طالبة منهم ترشيح داعية لتتابعه، قائلة لهم: صباح الخير عايزة اخد رأيكم في حاجة، بقالي كتير معنديش ثقة في اغلب الشيوخ، كتير منهم مدعين ويا متشددين أوي يا خالطين الدين بالسياسة، نفسي اسمع حد معتدل محترم معلوماته مش مغلوطة، لسه في حد كده؟".
وبعد أن تفاعل معها المتابعون مرشحين لها أكثر من مصدر للاستعانة به، خاصة وأنها قالت إنها تجد صعوبة كبيرة في تفسير القرآن الكريم، اقترح عليها أحدهم، متابعة دروس الشيخ الشعراوي عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب".
غير أنها لم تبد حماسًا إزاء الترشح، ومضت إلى مهاجمة الشعراوي قائلة: "طول عمرسي كنت بسمعه زمان مع جدي الله يرحمه، ومكنتش فاهمه كل حاجه، لما كبرت شفت كام فيديو مصدقتش نفسي من كتر التطرف، كلام فعلاً عقلي ما عرفش استوعبه.. حقيقي استغربت".
لتعترض على كلامها أحد المتابعات، قائلة: "بالعكس ده كان بيحضرله عامة الشعب ال مش متعلمين"، فيما ردت "أسما": "هدورلك على الفيديوهات اللي خلتني ابطل اشوفوا".
وعلى إثر رأيها الذي بدا صادمًا للمعلقين لديها، دافع الكثيرون عن "إمام الدعاة"، وشنوا في المقابل هجومًا لاذعًا عليها، واصفين إياها بــ "الجهل"، فيما نصحها البعض بالتركيز في عملها بعيدًا عن طرق مجال الدين، بينما هناك من أخذ في إطلاق موجة من السباب والشتائم التي أغضبتها.
وإزاء الهجوم المستعر، اضطرت "أسما" لحذف المنشور الذي تضمنت التعليقات عليه إساءة للشيخ الشعراوي، وكتبت منشورًا مقتضبًا تعبر في عن استيائها من ردود الفعل تجاهها: "مش ممكن محدش ينفع يقول كلمة من غير هجوم هو في إيه؟، إيه التنمر والتعصب والبشاعة دي..".
ولاحقًا، قامت "أسما" بتعليق نشاط صفحتها، واستمر لذلك ساعات، حاولت بمساعدة والدها شريف منير تلطيف الأجواء، وتبريرها بأنها لم تكن تقصد الإساءة إلى الشيخ الشعراوي.
إذ فسر "منير" في تصريحات صحفية، كلام ابنته الذي صد محبي الشعراوي بأنه يرجع إلى عدم إتقانها اللغة العربية بشكل جيد، ما جعلها تكتب كلامًا بعيدًا عن مقصدها الحقيقي.
واعتبر أن ما حدث "زلة لسان"، وأن ابنته لم تقصد أبدًا الإساءة للشيخ الشعراوي من قريب أو بعيد.
وهو ما كررته "أسما" أيضًا في تصريحاتها، إذ قالت إنها لم تكن تقصد الإساءة بأي شكل إلى الشيخ الشعراوي، وإن ما بدر منها كان عفويًا، ولم تكن تهدف إلى التقليل من شأن الداعية الراحل أو السخرية منه.
وأعربت "أسما" عن اعتذارها عن كلامها الذي فسر على نحو مسيء للشيخ الشعراوي، قائلة: أنا بأعتذر عن كلامي، فأنا لم أحسن التعبير عن مقصدي، واختيار الكلمات الصحية التي تعكس عدم إدراكي".
وشرحت الأمر بأنها كانت تبحث عن مرجعية دينية تستقي منها الفهم الصحيح للدين بشكل مبسط، لأن هناك أشياء كثيرة لا تستطيع استيعابها، بينما رأت أن الشيخ الشعراوي أعمق من قدراتها، خاصة وأنها لازالت مبتدئة، وتحاول أن تكون أكثر قربًا من الله، على حد تعبيرها.