الأربعاء، 03-06-2020
11:40 م
المصريون ووكالات
ربما كانت الموجة الأولى من جائحة «كوفيد-19» فى طريقها للانحسار. لكن هذا قد يخلق مشكلة للعلماء العاكفين على تطوير لقاح للقضاء على فيروس كورونا.
ويقول علماء فى أوروبا والولايات المتحدة إن النجاح النسبى الذى حققته إجراءات العزل العام المشددة والتباعد الاجتماعى فى بعض المناطق والدول يعنى أن معدلات انتقال الفيروس قد تبلغ مستويات منخفضة لدرجة يقل معها انتشار المرض عن المستوى الكافى لإجراء اختبارات فعالة على اللقاحات المحتملة.
وربما يضطر العلماء للبحث فى مناطق أبعد عن بؤر ساخنة لانتشار الوباء فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية للحصول على نتائج مقنعة.
وقال فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة فى الولايات المتحدة «من المفارقات أننا إذا نجحنا حقا فى استخدام وسائل الصحة العامة للقضاء على بؤر العدوى الفيروسية فستزيد صعوبة اختبار اللقاح».
ويعد اللقاح ضروريا للقضاء على الجائحة التى تسببت فى وفاة ما يقرب من 370 ألف شخص وإصابة أكثر من ستة ملايين فى العالم حتى الآن.
غير أن العلماء يقولون إن إجراء تجارب إكلينيكية موسعة على اللقاحات المحتملة لمرض جديد تماما وبسرعة عملية معقدة. كذلك فإن إظهار الفاعلية فى تلك التجارب خلال جائحة تتقلب فيها الأحوال يزيد من الصعوبة، بل وتتضاعف الصعوبة عند السعى لإنجاز تلك المهمة أثناء انحسار الوباء.
وقال إيفر على الخبير فى تعديل استخدامات الأدوية بكلية وورويك لإدارة الأعمال فى بريطانيا «لكى ينجح ذلك يجب أن يواجه الناس خطر الإصابة بالعدوى فى المجتمع. وإذا تم مؤقتا القضاء على الفيروس فستكون المحاولة غير مجدية».
وأضاف: «الحل هو الانتقال إلى مناطق يكون فيها انتشار العدوى واسع النطاق فى المجتمع وسيكون ذلك فى دول مثل البرازيل والمكسيك فى الوقت الحالى».
ويتم فى تجارب اللقاحات تقسيم الناس عشوائيا إلى مجموعة العلاج ومجموعة مرجعية وتتلقى المجموعة الأولى اللقاح التجريبى والمجموعة الثانية دواء وهميا.
ويختلط جميع أفراد المجموعتين بالمجتمع الذى ينتشر فيه المرض، ويتم بعد ذلك مقارنة معدلات الإصابة بالعدوى. ويأمل العلماء أن يكون معدل العدوى فى المجموعة المرجعية أعلى منه فى مجموعة العلاج، بما يبين أن اللقاح التجريبى حمى أفراد مجموعة العلاج.
ومع تراجع الوباء فى بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة أصبح من المهام الرئيسية للعلماء البحث عن مناطق انتشار المرض وعن متطوعين فى قطاعات سكانية أو فى دول لا يزال فيها المرض واسع الانتشار.
وقد ظهرت مشكلة مماثلة عندما حاول العلماء إجراء تجربة على لقاحات جديدة للإيبولا خلال انتشاره الواسع فى غرب إفريقيا عام 2014. واضطرت شركات الأدوية حينذاك لتقليص خططها بشكل كبير، لأن اللقاحات لم تصبح جاهزة للاختبار إلا فى فترة متأخرة من انتشار الوباء كانت أعداد الحالات تتراجع فيها.
من بين أوائل لقاحات «كوفيد-19» التى تدخل المرحلة الثانية أو الوسطى لقاح لشركة مودرنا الأمريكية ولقاح آخر يطوره العلماء فى جامعة أكسفورد بدعم من شركة أسترا زينيكا. وتعتزم الولايات المتحدة أن تبدأ فى يوليو تموز تجارب واسعة للكشف عن فعالية اللقاح يشارك فيها ما بين 20 ألفا و30 ألفا من المتطوعين لكل لقاح.
وقال كولينز إن مسؤولى الصحة الأمريكيين سيسعون للاستفادة من شبكات التجارب الإكلينيكية فى القطاعين الحكومى والخاص فى الولايات المتحدة أولا واستخدام عمليات المسح لرصد الأماكن التى يكون الفيروس أنشط فيها من غيرها.
وللحكومة الأمريكية خبرة فى إفريقيا فى اختبار اللقاحات لأمراض نقص المناعة المكتسب والملاريا والسل.
وفى الشهر الماضى بدأ إدريان هيل، مدير معهد جينر بجامعة أكسفورد البريطانية، بالاشتراك مع شركة أسترا زينيكا تجارب المرحلة المتوسطة، وقال إنه يأمل تجنيد حوالى 10 آلاف متطوع فى بريطانيا.
وقال لرويترز إنه فى ضوء انخفاض معدلات العدوى بكوفيد-19 فى بريطانيا فمن المحتمل وقف التجربة.
وأضاف: «سيكون ذلك مخيبا للآمال وهو أمر مستبعد فى الوقت الحالى، لكنه احتمال قائم بالتأكيد».
وفيما يؤكد مستوى القلق فى أوساط الصناعة قال باسكال سوريوت الرئيس التنفيذى لأسترا زينيكا إن باحثيه يفكرون فى إجراء ما يطلق عليه تجارب «التحدى» التى يتم فيها إعطاء المشاركين اللقاح التجريبى ثم إصابتهم عمدا بالمرض لمعرفة ما إذا كان اللقاح سيفلح فى مقاومته.
وهذا النوع من التجارب نادر، ومن الصعب أن يحظى بالقبول من الناحية الأخلاقية.