السبت، 15-10-2022
09:46 ص
أدمت صورة لأم مكلومة تجلس على حافة الشاطئ في مدينة جرجيس
جنوب شرقي تونس، قلوب جميع التونسيين.
وكانت الأم تجلس
على ثلاجة قديمة منتظرة عودة ابنها الذي رمى بنفسه، قبل نحو أسبوعين، في عرض البحر في مركب "حرقة"
هجرة غير شرعية حالما بغد أفضل في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.
وتعلم هذه الأم أن ابنها لن يعود حيا بل تنتظر جثته لتدفنه
كي لا يحدث معه مثل زملائه من المهاجرين غير الشرعيين الذين دفنوا في "مقبرة الغرباء"
مجهولي الهوية.
وبدأت الحادثة التي باتت تُعرف بـ"فاجعة
18/18" يوم 12 سبتمبر الماضي حين
غرق مركب يحمل 18 شخصا من أبناء جرجيس من بينهم
5 نساء و5 أطفال قبل أن تقوم السلطات بدفن عدد من الضحايا في المقبرة المخصصة لمجهولي
الهوية والتي تسمى مقبرة الغرباء، وهو ما أثار غضبا كبيرا في المدينة.
ونظم أهالي جرجيس، الأربعاء، مسيرة كبيرة بعنوان "يوم
غضب"، مرددين شعارات من قبيل "أحضروا أبناءنا" و"الشعب يريد أولاده
المفقودين" في محاولة للضغط على السلطات التونسية لإعادة جثامين الضحايا لذويهم.
وارتفعت وتيرة الغضب بعد اكتشاف ذوي المفقودين "التونسيين"
جثث ثلاثة من أبنائهم تم دفنها في "مقبرة الغرباء" من قبل السلطات دون محاولة
التأكد من هويتها.