الثلاثاء، 05-05-2020
03:40 م
فتحي مجدي
الطيب: أبواب السماء مغلقة في وجه قاطع الرحم
اجعلوا النصيب الأوفى من صلة الرحم للوالدين
صلة الرحمِ أمرٌ يَستَوجِبُ الطاعةَ، وقطيعتها نهي إلهي يستوجِبُ الكَفَّ والامتناعَ
حث الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الثلاثاء، الأمة الإسلامية على الاهتمام بصلة الأرحام، التي أوصى الله تعالى بها، ونهى عن قطعها.
وتضمنت وصايا الطيب التي جاءت رسالته الثانية عشر عبر برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب":
الوصية الأولى:
"الرحمة مطلوبة من المسلم مع جميع الناس، على أن يكون النصيب الأوفى من الرحمة للوالدين والأهل التزاما بما أوصانا به الإسلام من صلة رحمهم والرحمة بهم، ولا تزال مجتمعاتنا الشرقية تعول على التآلف والتواصل والتراحم والدفء الأسري"
الوصية الثانية:
"يوصينا القرآن الكريم بصلة الرحم ويحذر من قطعها، ومنه قوله تعالى "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها"، والخطاب في تلك الآية موجه لمن أعرض عن أوامر الله بما يؤدي إلى تمزق الأسر وتشريد ذوي الأرحام"
الوصية الثالثة:
"لن يكون المخرج من مأساة قطع الأرحام إلا بتدبر ما جاء في القرآن الكريم من ضوابط الأخلاق والقيم، التي تَحمِي الحقوقَ العامةَ للفردِ والمجتمعِ؛ حمايةً حقيقةً تقومُ على العدلِ والمساواةِ بين الناسِ، ومُراعاة المصلحةِ العامةِ التي لا يَتميَّزُ فيها إنسانٌ عن إنسانٍ، ولا بلد عن بلد، ولا شعبٌ عن شعبٍ.. ولكن كيف يَتأتَّى ذلك لمن أغلقُوا قلوبَهم ووضعوا عليها بأقفالِ الكِبرِ والغطرسةِ والضلالِ!"
الوصية الرابعة:
"إنَّ الدرسَ الذي نَستخلصُه من الآياتِ الكريمةِ التي تحثنا على صلة الرحم وتتوعد قاطعها هو أنَّ جريمةَ «قطع الرحم» تكادُ تُعادِلُ جريمةَ الفسادِ في الأرضِ بكل بَشاعتِها، وبكلِّ ما يَنتجُ عنها من حروبٍ وهلاكٍ وتدمير"
الوصية الخامسة:
"اعلموا أنَّ صلةَ الرحمِ ليست مجرَّدَ فضيلةٍ من الفضائلِ؛ للمُسلمِ أن يفعلَها فيُثاب عليها، أو يتركها فلا يُعاقب عليها، وشيءٌ من هذا الفهمُ الخاطئُ لايزالُ ينتشرُ بين كثيرينَ وكثيراتٍ ممَّنْ يستهينونَ بصلةِ الأرحامِ، وتهونُ عليهم قطيعتها، والحقيقةُ التي يجبُ علينا أن نتوقف عندها هي أنَّ صلةَ الرحمِ أمرٌ من أوامر الشريعة يَستَوجِبُ الطاعةَ، وقطيعتها نهيٌ إلهيٌّ يستوجِبُ الكَفَّ والامتناعَ، فهي مَناطُ الثوابِ أو العقابِ يومَ القيامةِ"
الوصية السادسة:
"صلة الرحم تقف على قدم المساواة مع الأمر بالتوحيد وإقامة الصلاة كما ورد في الحديث الشريف أن رجلًا جاء إلى النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ الله، أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، فقال النبي -?-: «تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ»، وذلك رغم كونها ليست ركن من أركان الإسلام، إلا أن ورودها في هذا الحديث مع أركان الإسلام يفيد عظم شأنها"
الوصية السابعة:
" حذَّرَ النبيُّ -?- من الوقوعِ في هذا الإثم الكبير فقالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِم». وقال في حديثٍ آخَرَ: «لا يَدخُلُ الجنَّةَ مُدْمنُ خمرٍ، ولا مصدِّقٌ بسحرٍ، ولا قاطعُ رحمٍ». وأخبَرَ -?- أنَّ أبوابَ السماءِ مُغلَقةٌ في وجهِ قاطعِ الرحمِ.. وأنَّ عقوبته يُعجِّلُ اللهُ له منها في الدنيا مع ما يدَّخرُه له في الآخرةِ من البغي والقطيعةِ"
الوصية الثامنة:
"إنَّ آفةَ قطع الأرحام أصبحتِ اليومَ أشبه بسلوك معتادٍ بين الأقاربِ، وقد أدى ذلك السلوك إلى تقطيعِ أوصالِ العائلات، وزَرَعَ الكُرْهَ والأحقادَ بين الأخِ وأختِه، والأخِ وأخيهِ، بل بين الولدِ وأمِّه وأبيه، وهو أمرٌ غريبٌ على مجتمعاتِنا الشرقيَّةِ التي أشرقَ فيها نورُ الأديانِ الإلهيَّةِ منذُ آلافِ السنينَ "