الأحد 22 ديسمبر 2024
توقيت مصر 23:57 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

دراسة أمريكية: كورونا قد ينتقل عبر الهواء

كورونا
على خلاف الاستنتاجات السابقة، كشفت دراسة أمريكية، أن فيروس كورونا المستجد "يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء، ولا يقتصر الأمر على السعال والعطس".
ويمثل الأمر تطورًا مخيفًا بعد أن كنت قد أشارت دراسات سابقة إلى صعوبة انتقال عدوى فيروس كورنا عن طريق الهواء. 
وقال الباحثون، إن الدراسة التي أجريت على 11 حجرة لمريض بفيروس (كوفيد 19) بعد أن تم عزلهم، اكتشفت آثارًا لفيروس كورونا داخل غرف المستشفى حتى بعد مغادرة المرضى، وأيضًا داخل ممرات المستشفى حيث يدخل الموظفون ويخرجون.
ولم يتم مراجعة الدراسة حتى الآن أو نشرها في مجلة علمية.
قال المؤلف الرئيس للدراسة، جيمس لولر، خبير الأمراض المعدية في جامعة نبراسكا في بيان: "كان فريقنا يتخذ بالفعل الاحتياطات اللازمة المحمولة جوًا مع المرضى الذين كنا نعتني بهم". 
وأضاف: "هذا التقرير يعزز شكوكنا. ولهذا قمنا بإبقاء مرضى (COVID) في غرف مجهزة بتدفق هواء سلبي، وسنواصل بذل الجهود للقيام بذلك، حتى مع زيادة عدد المرضى".
وتستخدم غرفة الضغط كتقنية عزل في المستشفيات والمراكز الطبية، لمنع انتقال التلوث من غرفة إلى أخرى.
وتابع: "سيتم تجهيز عاملي الرعاية الصحية لدينا بمعدات الحماية الشخصية. من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حتى نكون قادرين على توصيف المخاطر البيئية".
كما وجد الباحثون أيضًا آثارًا للفيروس في المواد الشائعة الاستخدام مثل المراحيض، ما يؤكد النظرية القائلة بأن الفيروس يمكن أن ينتشر على الأسطح.
ويقول العلماء، إن نتائج الدراسة تؤكد أهمية تجهيز عاملي الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعايا بالمستوى المناسب من معدات الحماية الشخصية أو معدات الوقاية الشخصية، واستخدام غرف ضغط الهواء السلبي للمرضى الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي حين تشير دراسات إلى صعوبة انتقال عدوى فيروس كورنا المستجد عن طريق الهواء، وتشكك منظمة الصحة العالمية في بقائه عالقًا في الجو، أو أن يتنقل إلى أبعد من مسافة متر فقط، شكك اختصاصي في الأمراض المعدية في هذه الفرضية.
واتهم الدكتور دونالد ميلتون، اختصاصي الأمراض المعدية في كلية الصحة العامة بجامعة ميريلاند، منظمة الصحة العالمية "بعدم المسؤولية" لأنها طرحت معلومات "مضللة"، مشيرًا إلى عدم وجود بيانات كافية للتأكد من صحة أي معلومات أوتفنيدها في الوقت الحالي، وفقًا لمقابلة مع شبكة "إن بي آر" الأمريكية.
منظمة الصحة العالمية استندت إلى "أدلة حالية"  تثبت أن قطرات الرذاذ التي تطلق خلال السعال أو العطاس تنطلق في الهواء لمسافات قصيرة فإما أن تهبط على أشخاص أو على أسطح يلمسها الأشخاص لاحقًا، ولهذا تتواصل الدعوات إلى غسل الأيدي باستمرار.
ولم تستبعد المنظمة أيضا انتقال العدوى عن طريق الجو في حال خضوع المرضى لإجراءت طبية تتضمن تعرضهم للهواء مثل أجهزة التنفس الصناعي، بل تشير فقط إلى انتقال العدوى داخل المستشفيات فقط.
وفي المقابل، هناك فيروسات أخرى، تبقى عالقة في الهواء لدقائق أو ساعات حتى يمر شخص ويتنفس هذه الفيروسات المحمولة جوًا.
لكن دراسة أجراها علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأميركي وجدت أن الفيروس الجديد يمكن أن يظل حيًا ومعديًا لساعات في الهواء.
واستنتج العلماء أنه عندما يكون الفيروس موجودًا في قطرات الرذاذ، فإنه يبقى قادرًا على إصابة الأشخاص، لمدة "ثلاث ساعات على الأقل، في حالة وجوده في الجو".
ويقول: "إننا لا نعرف سوى القليل عن الفيروس الغامض لذلك من الخطأ أن تخرج المنظمة بهذه الاستنتاجات".
ويظن البعض أن هناك فارقا كبيرا بين النوعين من الفيروسات، العالقة في الجو وتلك التي تنتقل عن طريق الملامسة، لكن من وجهة نظر ميلتون فإن الفارق بينهما بسيط للغاية، ووصف الطبيب تصنيف الفيروسات إلى نوعين بهذا الشكل بأنه "هراء".
ويشير إلى أنه حتى اللحظة، على سبيل المثال، لا تزال مسألة مدى انتقال عدوى الإنفلونزا عن طريق الجو محل جدل بين العلماء.
ويرى أنه يجدر على المنظمة أن تنصح بأخذ الاحتياطات من إمكانية انتقال الفيروس عن طريق الهواء، مثلما فعلت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأمريكية التي قدمت نصيحة بهذا الشكل.