شهدت أسعار الدولار تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، حيث انخفضت تحت مستوى الـ16 جنيهًا للمرة الأولى منذ عام 2017 أي منذ أكثر من سنتين، ما أثار تساؤلات حول تأثيرات ذلك على أسعار السلع والمنتجات وكذلك المواد البترولية.
وكانت وزارة المالية، حددت سعر الدولار في الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2019-2020 بـ17.46 جنيه للدولار، لكنه انخفض حاليًا إلى أقل من 16 جنيها مُسجلا 15.97 جنيهًا أمس في عدد من البنوك في مصر.
الدكتور سعيد الفقي، خبير الاقتصاد وأسواق المال، قال إن تراجع الدولار جاء نتيجة لمجموعة الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة على مدار السنوات الثلاث الماضية، ولولا تلك القرارات والإصلاحات ما تراجعت العملة الخضراء.
وأضاف لـ«المصريون»: «الدولة قامت بثورة تشريعية كبرى لجذب مزيد من الاستثمارات، حيث حررت القيود عل التحويلات وعدلت 45 مادة كما وضعت مجموعة من القوانين والتشريعات التي تطمئن المستثمرين».
وأوضح أن «هذا التراجع سينتج عنه انخفاض أسعار حديد التسليح وكذلك غالبية مواد البناء، والتي تراجعت أسعارها بالفعل خلال الفترة الماضية».
وأشار إلى أن تأثير ذلك لن يكون على أسعار مواد البناء وحديد التسليح، ولكن من المتوقع أن تتراجع أسعار غالبية السلع والمنتجات، مؤكدًا أن المواطن سيشعر بذلك خلال الأيام المقبلة.
وشاطرته الرأي الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، قائلة إن انخفاض الدولار سيكون له نتائج إيجابية، مشددة على ضرورة تقليل الاستيراد، خاصة أنه مرتفع في القطاع الصناعي.
وأضافت لـ«المصريون»، أن ?«ارتفاع الصادرات وانخفاض الواردات سيؤدي إلى زيادة المنتج المحلي وتوفير مصدر عملة أجنبية مستقر»، مشيرًا إلى أن «ارتفاع الإنتاجية سينتج عنه زيادة الدخول وكذلك الطاقة الإنتاجية».
غير أنها قالت إن «تراجع أسعار والمنتجات ليس بالمستوى المطلوب، حيث يحتاج لمزيد من الرقابة وضبط الأسواق؛ حتى يشعر المواطنون بالآثار الإيجابية لتراجع الدولار».
بدوره، قال أكد الدكتور عمرو الجوهري، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن تراجع الدولار لأقل من 16 جنيهًا لأول مرة منذ سنوات، يعد مؤشر جيد على وجود تحسنات في السيولة، التي كان لها دور هام في تراجعه إلى 15.99 جنيه.
وأضاف: «تراجع الدولار بهذه النسبة الكبيرة والمفاجئة، من الضروري أن ينعكس على حالة الأسعار في السوق، ويكون له تأثير إيجابي على أسعار اللحوم والدواجن، إلى جانب الأسمدة، والتي ترتبط مباشرةً بسعر الدولار».
وأشار إلى تأثر الدولار الجمركي أيضًا بسعر الدولار، وبالتالي من المقرر أن يشهد تراجعًا هو الآخر، متابعًا: «كل المواد المستوردة بما فيها المنتجات المحلية، سوف تشهد تراجعًا في أسعارها الفترة المقبلة».
ولفت إلى تأثير تراجع الدولار على أسعار المواد البترولية، قائلًا: «أتوقع أن يكون هناك تراجعًا في أسعار المحروقات بما لا يقل عن 10%، لكن في حال تم تثبيت متوسط سعر البرميل عند 61 دولارًا، كما أنه من المقرر أن تتراجع أسعار السولار أيضًا».