حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» من تجمع أسراب الجراد الصحراوي بنهاية شهر ديسمبر الحالي في منطقة القرن الإفريقي.
وقالت المنظمة في بيان لها الأسبوع الماضي إن أسراب الجراد ستبدأ في الظهور خلال الأسابيع المقبلة على طول الساحل الغربي للبحر الأحمر بدءًا من إريتريا وحتى جنوب شرق مصر.
ودعت السلطات بالدول المعنية إلى اتخاذ ما يلزم من مراقبة وجهود احتواء لتلك الأسراب التي يمكن أن تلحق أضرارا بالغة بالمحاصيل الزراعية.
وبحسب تحذير منظمة الفاو، فإن التهديد قد تنتج عنه آثار ضارة على الغلال الزراعية الموسمية والاقتصادات المحلية بما «يؤثر على الأمن الغذائي وسبل عيش السكان» في اليمن وبلدان القرن الأفريقي.
وأوردت إنه تم إجراء عمليات مراقبة أرضية وجوية مكثفة في إيران غطت 712 ألف هكتار، والمملكة العربية السعودية (219 ألف هكتار)، والسودان (105 ألف هكتار) هذا العام.
وحسب الفاو، فقد قللت هذه العمليات بلا شك من أعداد الجراد «لكنه لم يمنع الأسراب تمامًا من التكاثر والانتقال إلى مناطق التكاثر الصيفي التقليدية» في اليمن والسودان والقرن الأفريقي وعلى طول جانبي الحدود الهندية الباكستانية.
حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، قال إن ذلك التحذير لابد أن يؤخذ على محمل الجد، لا سيما أن الجراد من الحشرات المقلقة، التي ينتج عنها مشكلات كثيرة حال عدم مواجهته بالطرق الصحيحة.
وخلال حديثه لـ«المصريون»، أضاف «أبو صدام»، أن هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها الجراد مصر، إذ دخل أكثر من مرة وتمت مواجهته، مشيرًا إلى أنه ظاهرة طبيعية تواجه دول كثيرة، غير أن بعضها يواجهه ومن ثم يتجنب الخسائر والمشكلات الناتجة عنه فيما لا يستطيع آخرون المواجهة وبالتالي يتعرضون لأزمات بسببه.
نقيب الفلاحين، أشار إلى أن هناك معدات وأجهزة تستخدم للتنبؤ بوصول هذه الحشرات، مشيرًا إلى ضرورة وضعها على الحدود حتى ترصد الأفواج الأولى ومن ثم يتم رفع درجة الاستعداد.
وتابع: «نطالب وزارة الزراعة والجهات المعنية باتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهة الجراد، ولا تنتظر حتى يأتي لمصر ثم يتم التفكير في المواجهة».
ونوه بأنه يمكن مواجهة الجراد عن طريق حرق المخلفات الزراعية؛ لأن الدخان سينتج عنه إزعاج الجراد ما ينتج عنه ابتعاد الأسراب عن المناطق الخضراء، لافتًا إلى هناك مبيدات معينة يمكن استخدامها حتى لا يقف على المحاصيل الخضراء.
وأنهى حديثه قائلا: «الموضوع مقلق وطالما هناك تحذير فلابد من اليقظة وعلى وزارة الزراعة الاستعداد الجيد، وهذه ليست المرة الأولى كما قلنا لكن لابد من الانتباه واتخاذ التدابير اللزمة».
أما، رائف تمراز، عضو لجنة الزارعة والأمن الغذائي بمجلس النواب، قال إن الجراد من الحشرات الضارة جدًا وبالتالي لابد من مواجهته في أسرع وقت وكذلك منعه نمن الانتشار على نطاق واسع؛ لأن ذلك سيؤثر بالسلب على الاقتصاد والمحاصيل المصرية.
وأوضح لـ«المصريون»، أن الجراد عندما ينزل على منطقة خضراء يلتهمها ويجعلها يابسة، لذا لابد من التنبؤ بموعد وصوله لمصر، وذلك عن طريق الأجهزة الحديثة المخصصة لتلك المسائل، مؤكدًا أن الاستعداد مهم جدًا؛ لأنه المفاجأة سينتج عنها مشكلات وعدم قدرة على الحد منه أو القضاء عليه.
عضو لجنة الزارعة والأمن الغذائي بالبرلمان، شدد على ضرورة توفير المبيدات اللازمة لمكافحة تلك الحشرات الضارة سواء قبل دخولها الأراضي المصرية أو بعد دخولها، معتبرًا أن تلك الخطوة من الخطوات الضرورية التي يمكن أن تجنب الدولة خسائر كثيرة.
ونوه بأن مؤسسات الدولة المختلفة عليها التكاتف جميعًا من أجل مواجهة أسراب الجراد الوارد وصولها إلى مصر خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن الفاو عندما تتحدث عن مشكلة أو مسألة ما وتحذر منها، فإن ذلك يعني أنها خطيرة ولابد من الانتباه إليها.
إلى هذا، قال الدكتور صلاح سليمان،الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إن الجراد مُشكلة إقليمية ودولية، لأنه عبارة عن أسراب كبيرة جدًا، لافتًا إلى أنها لها علاقة بالمناخ ودرجات الحرارة وعوامل أخرى تُؤثر على انتشارها.
وأضاف أن أسراب الجراد تُهاجم عددا من الدول الأفريقية كل عام تقريبًا، خاصة الدول جنوب الصحراء الكبرى وتصل حتى مصر، مشيرًا إلى أنه سنويًا تُحذر "الفاو" من خطورة الجراد.
وأشار في تصريحات، إلى أن استخدام المُبيدات في مكافحة الجراد أحد الطرق للسيطرة والقضاء عليها سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو الوطني، ويتم استخدام المُبيدات وفق قواعد وأسس معمول بها عالميًا.