الخميس، 18-02-2021
09:21 ص
فتحي مجدي
كشفت دراسة جديدة عن إعدام الملك سقنن رع -تاعا الثاني، أحد حكام طيبة القديمة، وأحد آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة في مصر، على يد
الهكسوس إبان احتلالهم للبلاد.
وجرى التوصل إلى ذلك من خلال سلسلة من فحوصات الأشعة المقطعية لمومياء الملك سقنن رع -تاعا الثاني، التي تم تحليلها حديثًا من قبل وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة.
وحكم سقنن رع -تاعا الثاني، جنوبي مصر خلال منتصف القرن السادس عشر قبل الميلاد، وقد أجبر على دفع الجزية إلى المحتلين
الهكسوس، الذين احتلوا مصر بين 1650 و 1550 قبل الميلاد.
لكن الفرعون الذي وصف بـ "الملك الشجاع" اشتبك وجيشه بانتظام مع الجنود
الهكسوس.
واكتشفت مومياء
سقنن رع تاعا الثاني في خبيئة الدير البحري عام ١٨٨١ وفحصت لأول مرة حينها وكذلك تمت دراسة المومياء بالأشعة السينية في ستينات القرن الماضي.
وبعد اكتشاف سلسلة من جروح الرأس في المومياء، خلص الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة (Frontiers in Medicine) إلى أنه قد تم أسره في ساحة المعركة، وتم إعدامه على يد ملك
الهكسوس.
في حين رأى باحثون آخرون أنه كان في الواقع ضحية للاضطرابات الداخلية وقتل على يد المتآمرين في القصر، ورجح آخرون أن التحنيط ربما تم على عجل بعيداً عن ورشة التحنيط الملكية، لسوء حالة المومياء.
وللحصول على صورة أوضح حول وفاته الغامضة، أعاد الباحثون في مصر فحص جسد الملك المحنط باستخدام التصوير المقطعي.
وأظهرت فحوصات التصوير المقطعي المحوسب الجديدة، أن الفرعون أصيب بمجموعة من الجروح المختلفة في الرأس. وخلص الباحثون إلى أن الإصابات نجمت عن عدة أسلحة مختلفة، مما يشير إلى مقتل الملك على يد عدد من المهاجمين.
وكشفت الأشعة المقطعية عن جروح في الرأس لم يحددها التحليل الأصلي. وعلى عكس الاستنتاج السابق حول الدفن السريع للملك، أظهرت الصور أن الجروح التي لم يتم اكتشافها سابقًا قد تم إخفاءها جيدًا من قبل المسؤولين عن تحنيطه ودفنها.
وتوصل الباحثون أيضًا إلى أن يد الملك كانت مقيدة أثناء الهجوم، وهو دليل آخر على أنه قد تم أسره بالفعل في ساحة المعركة وأدى إلى إعدامه.
وقالت سحر سليم، أستاذة الأشعة في جامعة القاهرة، في بيان صحفي: "هذا يشير إلى أن سقنن رع كان حقاً في الخطوط الأمامية مع مجازفة جنوده بحياته لتحرير مصر".
وتمكنت سليم وشركاؤها في البحث من مطابقة العديد من أسلحة
الهكسوس المختلفة مع أشكال الجروح التي كشفت عنها الأشعة المقطعية.
وقال سليم المتخصص في علم الحفريات: "في عملية إعدام عادية لسجين مقيد، يمكن افتراض أن مهاجمًا واحدًا فقط يضرب، ربما من زوايا مختلفة ولكن ليس بأسلحة مختلفة".
وأشارت إلى أن "موت سقنن رع كان بالأحرى إعدام احتفالي".
وبينما كانت نهايته عنيفة، إلا أنها لم تذهب سدى. إذ نجحت حركة الاستقلال التي قادها ملك طيبة في النهاية.
وقالت سليم: "موت سقنن رع حفز خلفاءه على مواصلة الكفاح لتوحيد مصر وبدء المملكة الجديدة".